انطلاق قناة "اليوم" الفضائية الكويتية التابعة لصحيفة "عالم اليوم"، يكشف مدى قدرة الصحافة الورقية على التعايش مع العصر وتقنياته الحديثة، خاصة إذا جاءت خطوة قناة "اليوم" بعد نجاح قناتي "الرأي" و "الوطن" الفضائيتين التابعتين لصحيفتي "الرأي" و "الوطن". والمتابع للتضخم الكبير في الإعلام الكويتي سيجد صعوبة في حصر عدد المحطات التلفزيونية الحديثة، إلا أنه سيكتشف أن التي بُنيت على أساسٍ متين من الصحافة الورقية، كانت باسقةً تذهل الرائين كما هو حال "الرأي والوطن" وبدايات "اليوم" التي انطلقت قبل أيام، بعكس القنوات الأخرى أمثال "العدالة وسكوب والشاهد ومباشر والسور"، والمقارنة بينها تتضح ابتداءً من "الديكور ومروراً بالمذيعين والمذيعات وصولاً إلى المادة المقدمة سواءً كانت إخبارية أو فنية"! وبالتأكيد أن "المهنية" هي أكبر الفوارق بين الصحف التي استحدثت "قنوات تلفزيونية"، وبين التُجار الذي استحدثوا "قنوات" لتكون لهم أصواتاً تصول وتجول في ساحات الإعلام دفاعاً عن ممتلكاتهم وسمعتهم ومن يعز عليهم، سواء كان من المعارضة أو الحكومة.

تجربة الصحف الكويتية التي سيطرت على الفضاء وأصبحت "صحافة ورقية وفضائية" في ذات الوقت؛ ستغري الصحف العربية العريقة التي تسجل نهاية كل عام أرباحاً كبيرة، إلى خوض التجربة الفضائية، وسيساندها في ذلك وجود المادة الصحفية يومياً ووجود الإعلاميين المحترفين الذين دخل كثير منهم مجال المرئي إعداداً أو تقديماً إضافة إلى عملهم الورقي.

التجربة ستثري الساحة الإعلامية وستتيح فرص عمل كثيرة للشباب العربي الذي يعاني من البطالة، وستزيد أرباح تلك المؤسسات الإعلامية أضعافاً مضاعفة.