وحد الأسرى الفلسطينيون الشعب الفلسطيني مرتين: الأولى عبر وثيقتهم حول المصالحة الوطنية، والثانية في يوم تحريرهم، وإن كان منقوصا لبقاء آخرين داخل زنازين الاحتلال، وغياهب سجونه.
الأسرى والمناضلون الفلسطينيون من كل الاتجاهات كانوا سباقين، إلى الوحدة، قبل القيادات التي انغمست في مصالحها الحزبية والتنظيمية الضيقة.
كان التنسيق على أعلى المستويات في السجون الإسرائيلية بين الأسرى، فخاضوا نضالات حاسمة ضد السجان، من إضرابات وتحركات نقلت قضيتهم إلى أعلى المستويات الدولية، فكانوا لسان حال الشعب الفلسطيني الذي كُممت أفواهه الصراعات التنظيمية والأهواء السياسية، إلى أن وصلت الخلافات إلى داخل كل مدينة وحي ومنزل.
لن تتكرر أحداث غزة والضفة بين فتح وحماس التي جرت عام 2007، والتي أحدثت الشرخ في الشارع الفلسطيني، ليس لأن الأزمة انتهت بين التنظيمين بعد المصالحة الأخيرة في القاهرة، ولكن ما يدفع إلى هذا التفاؤل، هو هذا المشهد الذي أثلج قلوب كل حريص على وحدة هذا الشعب، على المعابر التي يحكمها الاحتلال، إن كان في غزة ، أو الضفة.
لن تسمح ليالي الأسر للذين تحرروا أول من أمس، والآلاف ممن بقي في السجون، ودموع الأمهات والأطفال الذين حرموا من المعيل، أن تتكرر التجربة مرة أخرى، ولن تتجرأ القيادات، في رام الله أو غزة، بعد الذي حصل على المعابر وداخل المدن على التحدث بلغة الماضي.