مع انشغال الجماهير الرياضية بنهائيات كأس آسيا التي اختتمت السبت الماضي بدولة قطر، كان القدساويون منشغلين بأنفسهم وكيفية تصفية الحسابات والمعارك الطاحنة سواء عن طريق وسائل الإعلام أو رسائل الجوال، ووصل الأمر إلى المحاكم الشرعية وكذلك أقسام الشرطة، إضافـة إلى الشكـاوى المقدمة للرئاسة العامـة لرعاية الشباب، ووصـول الأمر أيضا إلى التلاسن ومشاجرات بالأيـدي في مقر النادي، مما جعـل الأمور تفـلت من أيدي الإدارة التي فضلت التزام الصمت حيـال هذه الأمور المتراكمة، حيث لم تتخذ أي إجراء رسمي حتى الآن.

تصفية حسابات

وكانت شرارة الأحداث قد انطلقت عندما تدخل العديد من الوجوه الجديدة لتقييم من ينتسبون للنادي لأكثر من 20 عاما وهو الأمر الذي أحدث فجوة بين من يسمون أنفسمهم أبناء النادي، وبين من يصنفون على أنهم دخلاء على النادي.

هذه الفجوة لم تستطع إدارة النادي أن تغلقها لوقوفها مع الطرف الثاني ضد أبناء النادي وهو الأمر الذي أغضب الآخرين لتنطلق شرارة الأحداث، حيث بدأت بسجال بين الطرفين عن طريق وسائل الإعلام ثم تحولت إلى رسائل عن طريق الجوال، قبل أن تصل إلى شكاوى رسمية عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم تطورت الأوضاع إلى أن وصلت إلى المحاكم الشرعية عندما تقدم مسؤول الاحتراف عبد الوهاب الزهراني بشكوى رسمية إلى محكمة الخبر ضد عضو شرف النادي لأكثر من 30 عاما محمد النهدي يتهمه فيها بشتمه وقذفه، حيث حضر الطرفان أولى الجلسات الأسبوع الماضي، وينتظر أن يكون هناك عدد من الجلسات خلال الأسبوعين المقبلين.

الشرطة على الخط

كان لأقسام الشرطة نصيب من مشاكل القدساويين عندما تقدمت العلاقات العامة بالنادي بتقديم شكوى ضد أحد الإعلاميين، وهو ذات الأمر الذي قام به الإعلامي وصحيفته المتخصصة عندما تقدما بشكوى ضد مسؤول الاحتراف في النادي عبدالوهاب الزهراني بحجة محاولة الاعتداء على الإعلامي داخل مقر النادي، حيث تم طرد الإعلامي من النادي بمساعدة خمسة من مسؤولي الأمن بالنادي، وهو الأمر الذي أثار مسؤولي الصحيفة أيضا عندما قاموا برفع الأمر للرئاسة العامة لرعاية الشباب، إضافة إلى تهديد الإعلامي بتقديم شكوى أخرى للمحكمة الشرعية تجاه من اعتدى عليه في مقر دائرة حكومية.

اعتذار شرفي

ما حدث في النادي القدساوي قاد أعضاء الشرف المؤثرين وأبناء النادي الغيورين وفي مقدمتهم الرمز أحمد الزامل ورئيس النادي السابق جاسم الياقوت، إضافة إلى عدد من أبناء النادي، إلى الاعتذار للإعلاميين عن الأحداث التي يشهدها النادي، مؤكدين أن نادي القادسية خلال الخمسة عقود الماضية لم يسبق أن شهد مثل هذه الأمور التي تعتبر دخيلة على النادي الذي كان نموذجا من خلال التعامل وحسن الخلق، وحمل الشرفيون إدارة النادي مسؤولية ما يحدث حاليا وطالبوها بوضع حد لهذه الفوضى.

فيما كانت هناك حملة إعلامية شرسة من الإعلاميين وكذلك المنتديات تجاه ما تعرض له الإعلامي الذي تحتفظ "الوطن" باسمه وصحيفته من اعتداء وطرد من النادي، مؤكدين أن النادي مؤسسة حكومية لا يستطيع أن يطرد أي شخص منها.

شكوى لرعاية الشباب

شهد الأسبوع الماضي تقديم ثلاثة قدساويين شكوى للمكتب الرئيس لرعاية الشباب وهم عضو مجلس الإدارة أمين عام النادي الموسم الماضي عبداللطيف الصالح ومسؤول النشاط الاجتماعي والثقافي بالنادي محمد النهدي وهو الذي عمل متطوعا كمشرف على لعبة السلة ودعمها حتى عادت إلى الدوري الممتاز وبعدها تم إبعاده من النادي، إضافة إلى مدرب منتخب المملكة ونادي القادسية في المصارعة عياد الشمري الذي حقق بطولة غرب آسيا قبل نحو شهر، حيث كانت فحوى الشكوى أن الإدارة منذ العام الماضي لم تدعم الألعاب المختلفة بأي ريال وهو الأمر الذي جعل اللاعبين يتسربون إلى أندية أخرى إضافة إلى أن الإدارة تتجاهل أعضاء مجلس الإدارة ولا تشاورهم في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحدد مصير النادي.

قاصمة ظهر

تعتبر الزيارة التي قامت بها إدارة نادي القادسية الأسبوع الماضي لمكتب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل من أجل تهنئته بصدور القرار الملكي بتعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب، القشة التي قصمت ظهر البعير بعد أن تجاهلت الإدارة معظم أعضاء مجلس الإدارة، مقابل أخذها لبعض الموظفين والمقربين من رئيس النادي وهو ما جعل الأعضاء يبدون غضبهم ويستنكرون تصرف الإدارة ويقررون تقديم شكوى لمكتب رعاية الشباب بخصوص هذا الموضوع.