يقول أسطورة كرة السلة الأميركي المسلم عبدالكريم عبدالجبار "يمكن لخمسة لاعبين عاديين يعملون معا في الملعب, تحقيق أكثر مما يمكن لخمسة موهوبين يلعبون بمفردهم تحقيقه".. كلمات قد تمر مرور الكرام على البعض لبساطتها لكنها تحوي كثيرا من المعاني أهمها أن الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم تعتمد اعتمادا كليا على الجماعية ونبذ الأنا في سبيل مصلحة الفريق، ولنا في ذلك كثير من الأمثلة من الأندية التي حققت كثيرا من النتائج المذهلة في غياب النجوم والمادة، كمنتخب اليونان المغمور الذي حقق بطولة أوروبا قبل عدة سنوات ومنتخب أميركا الذي وصل إلى نهائي كأس القارات متجاوزا فرقا كبيرة وإيطاليا وأحرج فريق البرازيل وتقدم بهدفين قبل أن يسعف الحظ البرازيل لتحقيق الفوز بعد جهد جهيد، وفريقي نجران والفيصلي الموجودين في الدوري السعودي منذ أكثر من ثلاثة مواسم وهزيمتهم لفرق كبيرة كفرق الاتحاد والهلال والنصر وغيرهم من الأمثلة .

_لا تولي الفرق السعودية أهمية كبيرة لاختيار اللاعبين المستجدين رغم وجود كثير من العناصر والمواهب التي تحتاج فقط إلى الصقل والنظرة الفنية الثاقبة من متخصصين وليس من أنصاف مدربين كما يحدث كل عام عند استقبال المستجدين ..حيث الاختيار السطحي المبني على رؤى ضيقة .. وحتى لو كان اللاعب محظوظا فسوف يكون مصيره الإهمال .فكم من لاعب سمعنا أنه تدرب في بداياته في أحد الأندية وأصيب بالإحباط وتوجه إلى ناد آخر وبرز بشكل كبير في ناديه الجديد كما حدث لنجم الكرة السعودية القادم بقوة نايف هزازي... وغيره. قد لا تلام الأندية المحترفة في ذلك وتبحث عن اللاعب الجاهز والنتائج الوقتية السريعة وخصوصا بعد تقليص عدد اللاعبين المقيدين في صفوف أندية دوري المحترفين السعودي.... والحل من وجهة نظري إيجاد دوري مواز بقوائم منفصلة لفرق دوري المحترفين ذاتها يسمى دوري النواة، وكم كنت أتمنى تحويل كأس الأمير فيصل بن فهد إلى دوري مواز للهواة ... قد يدعي البعض صعوبة تحقيق ذلك ولكني أجدها فرصة كبيرة لإبراز كثير من المواهب المهدرة وتكون رافدا لفرقنا شحيحة المواهب ..

_ لماذا لا تستفيد كرتنا السعودية من المواهب الموجودة بين ظهرانينا وولدوا وترعرعوا في المملكة العربية السعودية وخصوصا بعد أن شاهدنا كثيرا منهم يلعبون في دوريات مجاورة لنا وانضموا لمنتخباتها السنية ومثلوا منتخباتها الوطنية ...قد يقول البعض إن هناك كثيرا من العوائق لتجنيسهم ولكن يمكن عمل ترتيبات خاصة لذلك ... وجود هؤلاء سيزيد قاعدتنا الكروية اتساعا يمكن أن يسهم كثيرا في تطوير الكرة السعودية ولا ضير في ذلك.

نحتاج إذا ما أردنا التأهل للمرحلة الثانية من كأس العالم كثيرا من التركيز في إعداد المنتخب للمباراتين الحاسمتين الشهر المقبل أمام منتخبي عمان وتايلاند وتجهيز لاعبينا نفسيا وبدنيا من قبل القائمين على المنتخب واللعب باللاعبين الجاهزين دون النظر إلى أسمائهم وتاريخهم ... المرحلة المقبلة حرجة جدا للكرة السعودية وأتمنى من إعلامنا المؤثر الكف عن النقد والانتقاد والوقوف معنويا مع المنتخب حتى نتجاوز هذا المنعطف.