تلجأ بعض السيدات بمختلف مستوياتهن الثقافية والاجتماعية إلى مختصين نفسيين، لتحليل تصرفات وسلوكيات أزواجهن الغريبة، وتنقسم السيدات في ذلك وفقا لما ذكره مختصون نفسيون إلى قسمين، فقسم منهن يؤمن بالاستشارة النفسية وأثرها على العلاقة الزوجية، ويبحث عن طريقة مثلى للتعامل مع الزوج وفق شخصيته، وقسم آخر يرى أن الطب النفسي يمكن أن يقدم تفسيرات لتصرفات أزواجهن الغريبة والغامضة التي تكون مصدر قلق لهن.

وقالت أم مصطفي (ربة منزل) إنها تلاحظ على زوجها كثيرا بعض التصرفات التي لا تعلم معنى لها، مما حدا بها لأن تطلب الاستشارة الأسرية من مختصة لمعرفة ما يفكر به زوجها.

وقالت إن زوجها يطيل كثيرا التفكير والشرود الذهني، وإنها لا تجد تفسيرا له، ولا تعرف كيف تتعامل معه، مشيرة إلى أنها تعتقد أن زوجها قد يعاني من مشكلة ما في عمله، أو يعاني من مشكلة صحية.

وأوضحت أن المستشارة النفسية والأسرية نصحتها بأن تحسن الظن بزوجها، وتتقرب إليه من دون أن تحاول أن تسأله ما الذي يدعوه للشرود أو التفكير الدائم، ونصحتها أيضا بأن تخلق له جوا مريحا في المنزل.

وأضافت أم مصطفى أن المستشارة التي ذهبت إليها أخبرتها بأن زوجها قد يعاني مشكلة ما، ويحاول وحده الخروج منها دون تدخل من أي طرف أيا كان. وأوضحت أنها لم تعرف ما الذي كان يقلق زوجها إلا بعد سبع أشهر حيث اعترف لها فيما بعد بأنه كان يعاني من مشاكل في عمله.

وبينت أم سلطان (معلمة مرحلة ابتدائية) أنها لاحظت في السنة الثالثة لزواجها أن زوجها يتصرف تصرفات غريبة، ولا تعلم لها معنى، فقد كان يمكث بالساعات الطويلة أمام الإنترنت، وقد يمضي الليل بطوله دونما نوم .

تقول "بدأ الشك يفتك بي حينما اعتقدت بأن زوجي له علاقة بسيدة على الإنترنت، فحاولت أن أواجهه أكثر مرة بأنه له علاقة بامرأة أخرى، ولكنه دائما كان يزيد من شكي، وخاصة حينما يصرخ بشدة في وجهي نافيا ذلك".

وقالت أم سلطان إنها أخبرت شقيقها الذي يدرس بقسم علم النفس بالجامعة بالمشكلة، وواجه شقيقها زوجها بحكم خبرته في النواحي النفسية، فأخبره الزوج بأن شقيقته لديها مرض الشك، وبالحوار مع الزوج علم شقيقها أن الزوج كان مشرفا على إحدى المنتديات التي تتطلب متابعة مستمرة للمنتدى، وأنه وجد في المنتدى ما يحقق له ذاته من خلال الإشراف على الموقع والتواصل مع من لهم علاقة بالفن التشكيلي، هوايته المفضلة، حيث إن له ما يقارب 60 لوحة تشكيلية ويريد أن يعرضها، وكان يرتب للعرض والمكان والطريقة والحضور ونحو ذلك.

وأشارت سميرة محمد (موظفة) إلى أن زوجها رجل خلوق، وقد مضى على زواجها به ما يقارب سبع سنوات ولكنها لاحظت عليه تصرفات غامضة، حيث كان كثيرا ما يصرخ ولا يضبط أعصابه في بعض المواقف، رغم أنه رجل حليم ولا يمكن أن يصرخ لأي سبب، وكان التفاهم والحوار شعاره .

وبينت أنها حاولت معرفة أسباب التغير المفاجئ له، فلم تنجح، فلجأت إلى طبيب نفسي، وشرحت له الكثير من سلوكيات زوجها الغريبة ، مضيفة أن الطبيب حاول أن يحلل شخصية الزوج، ومنحها طريقة جيدة للتعامل مع زوجها، مشيرة إلى أنها اكتسبت من الطبيب النفسي طرقا كثيرة للتعامل مع زوجها، فعلمت فيما بعد من زوجها أنه كان خائفا من وهم المرض، وخاصة أنه أجرى تحليلا للدم، مما جعله يتصرف هذه التصرفات"

وقالت نجلاء حامد (معلمة بمرحلة ثانوية) أنها تلجأ للمنتديات التي تقدم استشارات أسرية ونفسية، والتي تقدم الكثير من المعلومات عن فسيولوجية الرجل وكيفية التعامل معه، وتقدم هذه المنتديات النصيحة الجيدة، مبينة أن هذه الاستشارات تكشف أخطاءً وسلوكيات مرضية لدى الزوجة أولا قبل الزوج .

من جهته قال استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بجدة الدكتور رجب بريسالي إنه "ينبغي أن يعرض الزوجان قبل الزواج على لجنة وفريق علمي مختص، أو أن يخضعا للاختبارات النفسية لمعرفة سمات الشخصية الخاصة بالطرف الآخر، وذلك على غرار الفحص الطبي الذي يكون قبل الزواج، وبعد تحليل شخصية كلا الزوجين تعرض الخطط الاستراتيجية لمعرفة كيفية التعامل مع الزوج، والطريقة المثلى لتعامل كل طرف مع الآخر.

وأضاف أن اللجوء للتحليل النفسي يساعد الزوجات على فهم الكثير عن نفسية الزوج، واكتساب طرق التعامل السليم، وتجنب العديد من المشكلات.

وأضاف بريسالي أن بعض السيدات يلجأن لتفسير سلوكيات الزوج الغريبة دونما الوصول إلى غاية معينة من هذا التحليل، ويلجأن لعلم النفس فقط ليؤكدن شكوكهن أو ينفينها إذا أحست الزوجة بخطر ما يهددها، ووصف هذا النموذج من الزوجات بسطحية في التفكير.