لم يشهد الشاعر ابن الذروي سيول جدة حين قال "وفسر الماء بعد الجهد بالماء" إلا أن قريحته لم تبتعد كثيراً عن حال أمانة جدة وهي تعالج مشكلة المياه التي أغرقت شوارع جدة، بشفطها من مكان وتفريغها في مكان مجاور، ليشكل من جديد تهديداً آخر ومشكلة جديدة.

عمليات الشفط والتفريغ العشوائي لمياه السيول المتراكمة في شوارع وأحياء جدة، بدأت تشكل بحيرة جديدة تهدد طريق الحرمين بالغرق عند انهيار أي جزء من العقوم الترابية المحيطة بها، وفي الوقت الذي أصبح فيه حجم هذه البحيرة يزداد يوما بعد الآخر، ما زالت صهاريج شفط المياه تفرغ حمولتها على ضفاف البحيرة التي تذمر سكان حيي المنار والسامر من تلوثها، وتكاثر الحشرات حولها.

وطالب المواطنون أحمد الحربي، وسليم الجهني، وعلي الغامدي، أمانة جدة بمراقبة صهاريج "الشفط" التي تفرغ حمولتها من المياه الملوثة بجوار منازلهم، وأدت إلى تشكيل بحيرة جديدة تهدد عابري طريق الحرمين، وتسببت في تلوث الحي، وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكدوا أن ما تمارسه هذه الصهاريج هو عشوائية، مشيرين إلى أن الأمانة أجبرت هذه الصهاريج على سحب المياه من الأحياء والشوارع، وأن هذه الصهاريج بدأت تفرغ حمولتها قرب الأحياء أيضا، محدثة بذلك مشكلة جديدة.

من جانبها، أوضحت الأمانة في بيان لها، أمس، أنه تم الانتهاء من شفط 70% من المياه المتجمعة في شوارع السامر، والبغدادية الغربية، ما أدى إلى انخفاض منسوبها من الشوارع بشكل ملحوظ، وأنها أنهت عمليات شفط تجمعات المياه في حي النسيم، وتجري حاليا أعمال التنظيف والكنس الآلي.

وأفادت أنها قامت بتركيب 5 مضخات أعلى سد السامر لسحب تجمعات المياه من غرب السد إلى شرقه، وتفريغها إلى مجرى السيل الشمالي للتقليل من أضرار المياه الجوفية في الحي، يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه مضخات سد السامر بكامل طاقتها، وتقوم بتفريغ نحو 140 ألف متر مكعب يومياً عن طريق 7 مضخات.