ومن أمراض الكلاب ـ أكرمكم الله ـ مرض السعار.. وسبب هذا المرض كما قرأت عبر مواقع متخصصة فيروسات قاتلة.. أي أنه مرض قاتل لا تجدي معه المعالجة ـ حمانا الله وإياكم.
هذا المرض يصيب الإنسان عن طريق تعرضه لعضة كلب.. فالفيروس موجود في لعاب الكلب.. حينما يتعرض الإنسان لعضة كلب مسعور ـ أو حتى "سلوقي" ـ يجب أن يبادر لأخذ المصل اللازم حتى لا يصل لمرحلة متقدمة يصعب معها الشفاء.
طيلة عملي في الصحافة ـ وقبل ذلك ـ لم أسمع أن أيا من رؤساء تحرير الصحف السعودية تعرض لعضة كلب مسعور ـ "الشر برا وبعيد" كما يقول المصريون ـ بل ولم يتبادر إلى مسامعي أبدا أن أيا من العاملين في الصحافة السعودية قد تعرض لعضة أو حتى "مخشة" كلب مسعور!
ما حكايتنا والسعار اليوم؟!
ليس ثمة ما يبهج.. أمس قرأت على صدر هذه الصحيفة خبرا يقول إن وكيل وزارة العدل وصف انتقادات الإعلام السعودي بأنها "مسعورة".. والانتقادات المسعورة لا تنتج إلا من أشخاص مصابين بالسعار!
لا شك أن مثل هذا الطرح لن يزيد العلاقة بين مؤسسات الإعلام والجهات الأخرى إلا نفورا وتباعدا.. في اللغة العربية هناك ثمان أدوات للاستثناء.. كنت أتمنى بالفعل لو أن سعادته استخدم واحدة منها.. بمعنى: إن كان لديه تحفظ على مادة صحفية أو خبر صحفي أو محررأو صحيفة يفترض أن يخصها بالانتقاد، ولا يجنح لسياسة التعميم القاتلة..
يكفي كي ندرك الأبعاد السلبية لهذا التصريح المزعج، أن نتأمل حال الإعلاميين الذين أمضوا ثلاثة أيام متواصلة، وهم عاكفون على تقديم تغطية مميزة لملتقى العقوبات البديلة الذي نظمته وزارة العدل.. الوزارة التي ينتسب لها سعادة الوكيل.