ونظلم الحيوان حين ننسب إليه وحشيتنا، ولولا إنصاف سيد "الصعاليك"/ "الشنفرى" لسفير النوايا الحيوانية الحسنة/ "الذئب"، لكنا اليوم "طعام جحوش" كما يقول "إخوان الشيحي"! يقول الشنفرى:

عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئب إذ عوى * وصوَّتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ!

فهل سمعتُمتُنَّ عن "حمارٍ" تحرشَ بالصغار، مستغلاً موقعه على غلاف كتاب الرياضيات المطوَّر؟ أم هل سمعتنَّتم عن "بعيرٍ أجرب" اغتصب فتاةً في "هودجها"، و"عزم" رفاقه على "فضلة خيره"؛ مستغلاًّ اضطرارها للثقة فيه، وسط واقعٍ اجتماعي يمنعها من قيادة هودجها بنفسها؟

أم هل سمعتمتنَّ عن "ثعلب" استغلَّ معاناة ملايين "الفقاقيم"، و"الفيلة"، و"الخراتيت"، ونشر الذعر من مضاعفات السمنة، ليقنعها بضرورة الحل الجراحي السريع، الذي يجعل من "الفقمة" ثعباناً وردياً، ومن الفيل "همستراً" يباع للأطفال بلا وقايةٍ صحية، ومن "الخرتيت" حمامةً بيضاء، تحط على صارية "أسطول الحرية"، دون أن يشعر "الموساد" أنها "خرتيت" طار من الفرحة بنجاح العملية ؟!

وليت "ثعلوب الحبوب"يكتفي بمعاناة "الثعبان الوردي" من نقص الفيتامينات والدهون الأساسية لغذاء المخ والأعصاب، ومعاناة "الهمستر" من توقف جسمه عن امتصاص النشويات الضرورية لتزويده بالطاقة، ومعاناة "الحمامة البيضاء" من اكتئاب حاقدٍ، ينتِّفُ ريشها ويشل حركتها، لتغني: "أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ حقيقية" ـ لاتنسوا أنها "خرتيت سابق" ـ فلا يضيع "ثعلوب" الفرصة ويستثمر صوتها نغمة لجوال "نتن/ياهووه"!

لكنه راح يقنع "الزرافة" بأنه لن يطيل رقبتها بين جامعات العالم، وينقلها ـ بقدرة قادر ـ من الـ"مرتبة الخلفية"، إلى "المقود"؛ حسب "تصانيف" الإنترنت العالمية، إلا أن تتبنى كرسياً "لأبحاث السمنة": يأخذ العينات من "الفقاقيم"، و"الفيلة"، و"الخراتيت"، ويبعثها "مجاناً" إلى أرقى مختبرات "الإنسان" الحقيقي ـ هنااااااك بعييييد ـ دون إذنٍ منها، أو مراعاة لحقوق الـ... ماذا؟!

لم يتردَّ "حمارٌ"، ولا "بعيرٌ أجرب" لما تردى إليه بشرٌ منا! بل تبرأ جميع مخلوقات الله تعالى من استهتارنا بصغارنا وبناتنا حين نسلمهمهن لكل من أطلق اللحية، وقصَّر الثوب، وزود جوَّاله ببكائيات بعض الوعِّاظ عن عذاب القبر، دون أن نسأله: من أين جئت؟ وكيف كنت؟ وتبرأ جميع المخلوقات من تناقضاتنا؛ إذ نشترط "تزكيةً" من جهة "شرعية"، على كل امرأةٍ تتقدم للاستثمار في التعليم الخاص، ولانشترط أي "تزكية" على من يتقدم لوظيفة "سائق"!

ولم يجرؤ "ثعلب حيوان" على ماتجرأت عليه بعض ثعالبنا باسم "الطب" ـ لا الجراحة ـ لتجعل من "الموااااطٍ" السعودي مخلوق تجارب لعملياتٍ لا يسمح بها القانون ولا أخلاق المهنة هناااااك بعييييد، ونخصص نحن لها الكراسي المريحة، وعلى عينك ياتاجر.. "اليسنى"، أم "اليمرى"؟ تحتاج إلى "كرسي"!