نحن لا نجهل التاريخ ولذلك لا نجهل إيران.

"الانتقام المستمر" هو عنوان سياسات "أغلب" ساسة إيران، وسنقرأ مفرداته الواضحة في دفتر تاريخنا العربي الإسلامي البعيد والقريب.

عرف أن السياسة الإيرانية كانت وما زالت سياسة الدسائس وحروب الوكلاء من أيام الحيرة حتى الضاحية الجنوبية.

لا نكره الفرس، لكن هم لديهم الوقت ليكرهوا الناس، ولديهم الرغبة ليثيروا الريب حول أنفسهم.

لا نكره الفرس، لكنا نتوجس منهم لأنهم يدعوننا كل يوم للتوجس منهم. هم غير قادرين على خلق علاقة طبيعية كما بين الأمم المتجاورة، ولا يمنحون أحداً الفرصة ليفعل ذلك.

لا نكره الفرس لكنا نرى آثار مخالبهم على مكاننا وزماننا فنرتاب منهم كما يرتاب كل العالم.

إيران ترى أن السياسة كلها دسائس وجرائم، وسوابقهم في الإضرار بنا معروفة عيانا بيانا لم يجف سمّها بعد.

السعي في اغتيال السفير الجبير هو سعي في اغتيالنا كلنا. ماذا ستكسب إيران من وراء محاولتها سوى مزيد من العداء والعزل؟ لكن هل سياسة إيران إلا خلق العداء؟ إنها سياسة لا تبدع وتتفنن إلا في أجواء متوترة مشحونة بالظلام والكره، وإيران تفاخر بذلك ولا تخفيه.

ندرك حاجة إيران للتنفيس عن أزماتها، وندرك أن أزمة تضرب أوتادها في عمق العقل السياسي الإيراني.

إنها أزمة الهروب من أكاذيب الواقع اليومي إلى الخرافات حتى الاختناق. أزمة الكذب الذي لا غبار عليه. ندعو الله أن يهديهم للتي هي أقوم.

المبدأ الوطني هو المبدأ الوحيد في تعاملنا مع إيران، فمبدأ الجوار وأخوة الدين هو مما لا تعرفه إيران.