الدول التي تحلم ببناء إمبراطوريات لا بد أن ترتكز إلى فكرة.. وتجيش جميع مواردها لخدمة هذه الفكرة فالولايات المتحدة والغرب يحققون مصالحهم ويوسعون نفوذهم تحت غطاء الحرية وحقوق الإنسان، وفي منطقتنا الجريحة دائما والتي أصبحت مرتعا للأزمات تصدرت إيران الدول الحالمة بالنفوذ، وتجيش لهذا الحلم أفكارا مذهبية وتاريخية تعود إلى سواري كسرى، كان الخميني اللاجئ في باريس، أول من أطلق العنان لفكرة الإمبراطورية من منطلق ديني، وعندما استولى على الحكم في فبراير 1979، كان لا بد من مشروع تسخر له الموارد ويلهي الملايين ويقدس الإمام، فأعلن الخميني شعار (صدور انقلابي إسلامي) أي تصدير الثورة الإسلامية، وأكد أن تشكيل الحكومة الإسلامية في إيران هو مجرد الخطوة الأولى لإنشاء الحكومة الإسلامية العالمية، وأن مهمة إيران هي رفع الظلم عن العالم.
جرّت هذه الأفكار الاقتصاد الإيراني ومعيشة الإيرانيين إلى الحضيض، وحاول مصلحون مواجهتها في الثمانينات والتسعينات والألفية ولكنهم فشلوا، صرفت مئات المليارات على نشر هذه الأفكار وخلق الفوضى لتقوم ثورات تباركها إيران، تاريخ مليء بالمغامرات والانتهاكات خصوصا ضد المملكة العربية السعودية العقبة الكبرى أمام هذه الهرطقات، فالسعودية هي قلب العالم الإسلامي، وهي في صدارة المشهد.
إيران بلا مواربة هي دولة يحكمها نظام إجرامي لا أجندة له طوال ثلاثة عقود إلا التخريب، وبما أن الزمان تغير فقد أنتجت فكرة تصدير الثورة بشكل جديد هي نظرية أم القرى التي كتبها محمد لاريجاني شقيق علي لاريجاني وتُيم بها مصباح يزدي المرشد الروحي لنجاد وأصبح يروج لها.
أخطر محاورها أن إيران هي المقر للحكم والمرجعية الإسلامية، وأن قم هي العاصمة الروحية ومكة عاصمة للصلاة فقط، ولا بد أن تقوم حكومات إسلامية تابعة لإيران.
أفكار تشيب لها العقول، وسيظهر المدافعون سيقولون إنها مجرد أفكار، ونسألهم ألم تقم إسرائيل بفكرة، لماذا تنكرون علينا حذرنا، اقرؤوا لتعرفوا أن محاولة اغتيال السفير عادل الجبير ليست البداية، ولن تكون النهاية فمدمن الإجرام لا يتوب إلا بقطع رأسه أو يده.