أطلق تيار المستقبل حملة واسعة النطاق للتشديد على إعلان رئيسه سعد الحريري انتهاء التسوية السعودية السورية، والتمسك بثوابت قوى 14 آذار خصوصا لجهة المحكمة الدولية وحصرية السلاح بيد الدولة. يأتي ذلك في وقت واصل فيه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مشاوراته واتصالاته مع مختلف القوى لبلورة صورة الحكومة المقبلة.
وأكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة المكلف أمس أن ميقاتي سوف يبذل كل ما في وسعه للوصول إلى حكومة شراكة وطنية تضم كل الاتجاهات والقوى السياسية وأولها تيار المستقبل. وأضاف أن الأمور في بدايتها والمفاوضات قائمة بالتشاور مع رئيس الجمهورية.
في هذا الوقت أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أمس أن المبادرة العربية السورية ـ السعودية ماتت، مشيرا إلى أن ما قبل التأليف ليس كما بعده كما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال النائب سعد الحريري، متسائلا "إذا كان الاتفاق السوري- السعودي موقعاً كما قيل فأين هو؟". وأوضح حوري أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أبلغ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رفضه القول إنه وافق على أي بند".
من جهة ثانية واصل الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط تأكيد تحوله إلى خط حزب الله ـ سورية. وقال بعد جمعية عمومية لحزبه عقدها أمس إن "المحكمة الدولية تغير مسارها بفعل التسريبات والتسجيلات المهربة والتي تثبت انحرافها عن مسار العدالة، وقد أصبحت نقيضا للاستقرار".
وأكد جنبلاط أنَّ "الحزب مستمر في هذا الخط الوطني والعربي المتمثل في العلاقات المميزة والاستراتيجية بين لبنان وسورية وحماية المقاومة، ويجدد تمسكه بالسلم الأهلي على أمل أن نذهب جميعاً نحو المسارات الدستورية والمؤسساتية في عملية تأليف الحكومة الجديدة".
إلى ذلك، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس تحركاتها العسكرية بالقرب من خطوط التماس التي تفصل مزارع شبعا المحتلة المحاذية للمناطق المحررة جنوب لبنان.
وأوضحت تقارير أمنية أن التحركات تركزت أيضا على طول المنطقة اللبنانية المحتلة الممتدة من محور الوزاني ـ الغجر غربا وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا، حيث شوهد العدو الإسرائيلي وهو يقوم بتسيير دوريات آلية وراجلة في تلك المنطقة، كما قام بعض الجنود الإسرائيليين بمراقبة المناطق اللبنانية المقابلة بمناظير عسكرية متطورة.
وأشارت إلى أعمال الصيانة والتدشيم التي قام بها العدو الإسرائيلي خلال الساعات القليلة الماضية في العديد من مواقعه العسكرية المتقدمة ونقاط المراقبة وتركيب المزيد من المعدات العسكرية وأجهزة الرصد والاستكشاف الموجهة الى الأراضي اللبنانية المحررة.