الزار لون حماسي تشارك فيه ثلاث مجموعات تقف اثنتان منها في صفين يرددون أبياتا شعرية، والصف الثالث يضرب الطبول وينفخ المزمار.
ومع ارتفاع صوت الإيقاع يبدأ الحماس بالاشتعال لدى المشاركين في الطرب، ويبدؤون في إظهار حركات تدل على أنهم يحملون "الزار"، وتتنوع الإيقاعات حتى يتم الوصول إلى الإيقاع المطلوب من قبل الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الزار، ويستمر الطرب بعدها لساعات طويلة.
فهل "الزار" طرب؟ أم رياضة بدنية وجسدية؟، أم هو يجمع الاثنين، ويهدف بالدرجة الأولى للتكسب المادي، كون أهله يقبضون هذه الأيام مقابلا ماديا ممن يدعوهم لزواج أو لحفل آخر.
يقول أبو سعد إن "لعب الطبول والمزمار يأتي ملازما مع طرب الزار، ومكملاً له، بل إن الزار لن يحصل بدون طبل أو مزمار"، ويضيف "بعد أن ينسجم الشخص "المزور" يقوم بأداء حركات بهلوانية ومخيفة كأكل الجمر، وتسلق النخيل والسلالم العالية، وهذه الحركات هي التي تطرب الحضور، وهي سر شعبية "الزار "خاصة فئة الشباب".
ويشير أبو سعد إلى أنه غالبا ما يتم الزار في الفترة المسائية حتى منتصف الليل، وبعد الانتهاء من الطرب وإيقاف الإيقاعات وضرب الطبول، يعود الشخص المزور لحالته الطبيعية".
أما أبو سراج فيقول إن "أهم الإيقاعات في الزار هو المزمار والموالات والإيقاعات التي تتميز بكونها طويلة لمساهمتها في التسلية والاستمتاع بطرب الزار".
واعتبر أبو سعد أن حالة الهيجان تعتبر أقصى درجة من الانفعال لدى أهل الزار، وأشهرهم هم "السمران" الذين يملكون أسرار ومفاتيح هذه اللعبة.
ويؤكد أبو سمرة أن "أكل الجمر أثناء عملية الزار يكون حقيقة لا خيالاً، ولا يشعر "المتزور" بالألم، وكذلك لا يشعر بأذى عند السقوط من الأماكن العالية".
ويقول أبو أحمد "أصبح لكل صاحب زار جمهور خاص به اكتسبه من الحركات التي يؤديها كالقفز أو الوقوف على أحد قدميه لفترة طويلة، أو أداء حركات بهلوانية مضحكة".
ويعتبر أبو أحمد أن المنافسة بين من يلعبون الزار تضفي على الطرب الحماس، وتجعل الكثيرين حريصين على متابعته.
ويؤكد أن على حضور "الزار" الالتزام بالهدوء، وعدم التدخل مع "المتزور"، أو إثارته، أو الدخول في المنطقة التي يؤدي فيها الأدوار الخاصة به.