هناك تمدد عربي واضح في نسيج الرياضة العالمية بات يُـرى ويقرأ من خلال وسائل الإعلام الدولية، ويتزايد يوماً بعد يوم, وأداته ووسيلته (المال) الذي بات يشكل في السنوات الأخيرة بفعل وآثار الأزمة المالية الدولية, أكبر عقبة في طريق الرياضة العالمية على مستوى الأندية على وجه التحديد.

المال العربي المتضخم بحسب وصف محلل فرنسي وجد ضالته في التوظيف بالرياضة من خلال الأندية تحديداً, فيتم استثمار رؤوس أموال كبيرة فيها, والعمل على إنقاذها من حالتها المتردية فنياً وإدارياً وتنظيمياً وحتى إعلامياً.

هذا التوجه التمويلي العربي استفاد من التجربة الروسية التي غامرت ثم نجحت في هذا المجال، فأصبحت مثالا يحتذى، وإن كانت هناك سقطات وقع فيها رجل الأعمال الروسي في عدد من المواقف لكن المجمل نجح في مهمته.

اتجه المستثمر العربي لفرص متاحة في الرياضة العالمية، سواء بكرة القدم أو سواها من المنافسات والمناسبات الرياضية الكبرى في كافة أرجاء المعمورة.

لكن تبقى كرة القدم هدفا أكبر من سواها من الرياضات الأخرى, عطفاً على المتابعة الجماهيرية والاهتمام الشعبي والإعلامي وتوافر النجوم والرموز في هذه اللعبة بوضوح أكبر من سواها من الألعاب, وتجد كذلك منافسات الدوري العالمية إقبالا منقطع النظير من وسائل الإعلام الجديد التي أعطت زخما للكرة ما كانت عليه قبل عشر سنوات مضت.

نلحظ أن المال العربي توجه أكثر نحو خمسة بلدان، هي ألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا, وهي في الواقع البلدان المتقدمة في منافسات كرة القدم، والدوريات المحلية بهذه البلدان تجد لها متابعين في شتى أنحاء العالم, إذ هي الدوريات الأهم عالمياً بالترتيب هي (إسبانيا, إنجلترا, إيطاليا, فرنسا, ألمانيا).

ويتمحور مصدر هذا المال من دولتين شقيقتين خليجيتين هما الإمارات وقطر، فالأولى اهتمت بالرعايات من خلال خطوط طيرانها المتميزة (الإمارات, الاتحاد) من خلال فرق إنجليزية وألمانية ونحوها, وكذلك امتلاك أندية عريقة مثل مانشستر سيتي من خلال الشيخ منصور بن زايد بن سلطان آل نهيان, الذي حاول شراء نادي ريال مدريد، غير أن محاولته باءت بالفشل شأنها شأن محاولة شراء عقد المعجزة الكروية الأرجنتينية مهاجم برشلونة ليونيل ميسي عندما عرض مبلغ (ربع مليار) يورو فك ارتباط فقط، وأيضاً اتجه المال الإماراتي نحو أحد أهم الأندية الإيطالية ممثلا بنادي إي سي ميلان لرعايته وربما مستقبلاً شرائه.

وهناك مال قطري هو الآخر استثمر كثيراً في الرياضة العالمية ممثلاً في شراء نادي ملقا بإسبانيا، الذي يسجل حضورا هذا الموسم يختلف تماما عن مواسمه السابقة بفضل الله أولا ثم التضخم المالي الذي وفره الشيخ عبدالله بن جاسم, وكذلك المال القطري استهدف أهم ناد في تاريخ الكرة العالمية (نادي برشلونة) برعايته قميص الفريق الكروي لمدة خمس سنوات بمبلغ هو الأعلى في رعاية الأندية العالمية تجاوز الـ165 مليون يورو.

ووصل الاستثمار القطري إلى ثالث دوريات العالم ممثلا في الدوري الفرنسي من خلال نادي باريس سان جيرمان, وهاهو يبدأ هذا الموسم بحضور ملحوظ بفضل هذا الاستثمار القطري ولاشك.

خطوات عربية نتمنى لها النجاح والتوفيق وكذلك الزيادة ليكون للرياضة العربية حضور مشرف، على الأقل من خلال المال.