في أحد مقاصف معسكر فورت بينينج في ولاية جورجيا (الجنوب)، يمر الجنود حاملين بنادقهم بنظام أمام أطباق الفطور المعروضة وسط صمت تام.
المجندون يبلغون بالكاد العشرين من أعمارهم وهم يعكسون صورة مجتمع مصاب بالبدانة يتجه أكثر فأكثر إلى عدم الحركة، ويستفيدون من مساعدة ثمينة جدا لاختيار وجبة متوازنة.. فالبطاقات الخضراء والصفراء والحمراء تشير إلى القيمة الغذائية للأطعمة.
فهنا العنب والتفاح والشمام المقطع مسبقا مع بطاقة خضراء. أما البيض المخفوق الذي يبقى دائما متوافرا، فقد زود ببطاقة صفراء تماما كما اللحم المقدد إذ هو مصنع من الحبش وليس من الخنزير المشبع بالدهون. لكن الحلويات اختفت والبطاقات الحمراء النادرة لا نجدها إلا مع الأجبان.
بعد ساعة من التمارين البدنية في الهواء الطلق في حين أن الشمس لم تشرق بعد، تكون أطباق الجنود ممتلئة بما توفر.
ويبدو أن الجنود تعلموا الدرس، فراحوا يتناولون الفواكه واللبن والحبوب.
قبل أن ينخرطوا في صفوف الجيش.
من جهته يلفت روبرت بودنيك القيم على مطعم المعسكر إلى أن مجندا واحدا من أصل خمسة يحتاج إلى خسارة بعض الوزن، بعد دخوله إلى السلك العسكري.
ويبدو النظام الغذائي العسكري الجديد فعالا.
فيشير هذا الأربعيني صاحب الساقين الطويلتين الذي ما زال يتصبب عرقا بعد انتهائه من التمارين الصباحية، "شاهدت مجندين وقد خسروا 35 كيلوجراما خلال تلقيهم التدريب".
بالنسبة إلى وجبات الظهر والمساء، استثنيت منها نهائيا البطاطا المقلية والبيتزا والنقانق.
إلى ذلك حظرت المشروبات الغازية، فتوجه المجندون إلى مشروبات الطاقة.
وهذا البرنامج الذي لا يشمل في الوقت الحالي سوى القواعد العسكرية حيث يتلقى المجندون تدريباتهم، لا يصبو إلى "السيطرة على نمط عيش هؤلاء إنما يشكل محاولة لتوجيههم"، بحسب ما يؤكد هرتلينج.