المسؤولون التنفيذيون لدينا أنواع مختلفة، وفيما يلي عينات منهم:-
• هناك مسؤول يعشق الأضواء، ويبحث عنها، ومن ثم فهو مستعد لقبول جائزة "أفضل مسؤول"، حتى ولو كان ذلك من مجلة في بوركينا فاسو!
• هناك مسؤول قد يبالغ، عندما يجتمع بأجانب في الخارج "ويزودها حبتين" في محاولة تحسين صورة وطنه، ولكن المشكلة تحدث عندما ينسى المسؤول نفسه، ويكرر ذات المبالغات، بعد عودته إلى الوطن!
• هناك مسؤول يدعو إلى مؤتمر صحفي، ويدخل هاشّاً باشّاً، ولكن حال سؤاله سؤالاّ لا يعجبه، يزمجر، ويرغي، ويزبد، وينهي المؤتمر!
• هناك مسؤول يحضر مؤتمر ما، سنة بعد أخرى، ويلقي خطاباً مكرراً، وبنبرة مملة، يستحق معها لقب "المسؤول الخشبي"!
• هناك مسؤول يحاكي أبوالهول في صمته!
• هناك مسؤول يبني منزلاً تعادل قيمته أضعاف أضعاف قدرة دخله خلال فترة عمله، ولكن التبرير جاهز: فهو كان محظوظاً عندما تاجر بالأراضي، والأسهم!
• هناك مسؤول يسيء الأمانة، ثم يتعذر بأن مسؤولاً من الجن قد تلبّسه؟
• هناك مسؤول يكثر الحديث عن النزاهة، بمناسبة، وبغير مناسبة، بحيث إن السامع يتساءل: هل أنا أمام حالة "كاد المريب أن يقول خذوني؟"
• هناك مسؤول مفهومه للإنتاجية هو أن يغرق في تفاصيل التفاصيل، ومن ثم هو يرى الشجرة، ولكنه لا يستطيع أن يرى الغابة!
• هناك مسؤول يجمع حوله مساعدين بأعلى تأهيل، ولكن السلطة الحقيقية تبقى لدى سكرتيره.
• هناك مسؤول لا يقرأ، ويعتمد على ما يعدّه مساعدوه، وقد حدث أن أنكر مسؤول من ذلك النوع، تلك التهمة، فما كان من مساعديه إلا أن أعدّوا له قراراً، يطلب فيه إحالة نفسه على التقاعد، وفعلاً وقعه المسؤول، دون قراءته!
• هناك مسؤول يقبل المسؤولية بما تعنيه من محاسبة، ونقد، ولكنه لا يتقبل النقد، وإن حدث ذلك، فهو يركض، كالطفل المدلل، باكياً، وشاكياً، طالباً إنزال أشدّ العقوبات بالناقد!
• هناك مسؤول يعامل موظفيه باللّين، وآخر يعاملهم بالشدّة، وكلا المسؤولين لا يحققان أفضل النتائج، لأن المطلوب هو الجمع بين الشدّة، واللّين، كل منها في موقعه.
• هناك مسؤول يتهرب من اتخاذ القرار، ويختبئ وراء اللجان!
• هناك مسؤول يعاد إلى العمل بعد التقاعد، وهو يحتاج إلى منشطات كل صباح، ليتمكن من إكمال ثماني ساعات من العمل! والسؤال هو لماذا لا يتمتع بتقاعده، ويترك الفرصة لجيل الشباب؟
• ولكن لكي لا أعمم، ولا أظلم أحداً، فهناك مسؤول يعمل بجد واجتهاد، وبعيداً عن الأضواء، وأهم من كل ذلك فهو يخاف الله.
أخيراً أرجو ألا يحاول القارئ إسقاط أي من هذه الصفات على مسؤول بعينه، ففي كل نوع ذكرته، هناك أكثر من مسؤول، وهم موجودون في كلا القطاعين: الحكومي، والخاص.