عندما يفاجىء مدرب (ما) الملايين من جماهير الفريق الذي يتولى الإشراف الفني عليه، بإشراك لاعب مهاجم، بعيد عن مستواه، أساسياً مدة 80 دقيقة مثلاً في مباراة حاسمة ومصيرية، على الرغم من التواضع الذي بات سمة أداء هذا اللاعب في السنوات الثلاث الأخيرة وظهوره تائهاً وعبئاً على زملائه في بطولات ومباريات سابقة وافتقاده لرشاقته وخفته وسرعته ومهارته التي لم تستمر طويلاً!! عندما يحدث ذلك هل يبحث المدرب والقائمون على فريق كذا عن مصلحة البلد الذي يمثله هذا الفريق أم عن مصلحة النجم/ الفرد وتسخير فريق كامل ليكون ميداً وحقلاً تجريبياً لإمكانية استعادة عافيته النفسية والفنية؟!!
عندما تتعاقد جهة إدارية مشرفة على فريق (ما) مع مدرب لمدة 3 سنوات، بقيمة مالية كبيرة تتجاوز الأربعين مليون ريال أي أنه سيتقاضى فوق المليون شهرياً، فضلاً عن امتيازات السكن والتنقل والرفاهية والغذاء المجاني، أي أنه لن يصرف ريالاً واحداً من هذه الملايين، فهل ينشد هؤلاء الإداريون مصلحة بلادهم أم مصلحة مدرب ومصلحة فرد كلما ظهر معه في لقاء أو اجتماع أو أستديو رأينا سيماء الانبهار بادية عليه؟!!
عندما يطلب أحد الزملاء من المسؤول الأول، الخروج والتحدث بصراحة ووضوح عن عقد هذا المدرب، "وإقناع المواطن والوسط الرياضي أن بورصة المدربين في العالم تخضع لمقاييس متغيرة، وأن رواتب المدربين عالية، وظروف العمل في الشرق الأوسط ترفع قيمة المدربين الأكفاء، وبذلك يتم إيقاف أولئك الذين يعزفون على وتر المادة التي تؤثر في المساكين والمحتاجين الذين يسيل لعابهم عندما يقولون إن المدرب كلف أربعين مليون ريال"، هل يتحرى كاتب كهذا مصلحة الوطن وهو يبرر تبذير الثروات الوطنية دون أن يرف له رمش متناسياً أن الرواتب الكبيرة التي تدفع للمدربين العالميين في الخارج هي نتاج التخصيص والشركات والاستثمار وليست من المال العام!! ثم إنها تعود أضعافاً مضاعفة سواء من ناحية الاستثمار للمدرب أو استثمار المنجزات التي ستتحقق في عهده!!
في 7 يوليو الماضي كتب أحد الزملاء يقول "يجب أن تعمل إدارة المنتخب من الآن على إعادة ثقة الشارع الرياضي في عملها، باعتمادها مبدأ الشفافية والوضوح في جميع ما يخص المنتخب الأول، وعدم اعتباره شأنا خاصا بالقائمين عليه فقط. كما ينبغي عليها الانفتاح بشكل أكبر على الإعلام الرياضي، والعمل معه كشريك وليس كخصم، كما عمدت إلى ذلك الإدارات السابقة، مع تقبل النقد بصدر رحب، ما دام يصب في مصلحة الكرة السعودية، واعتباره مساعدا على تجاوز العثرات التي ستمتلئ بكل تأكيد في طريق عودة الكرة السعودية إلى منصات التتويج مرة أخرى". ذات الزميل عاد في 27 سبتمبر ليكتب في ذات الصحيفة "شخصيا أتمنى أن يكون هناك قرار يحظر النشر على أي أمر مرتبط بالمنتخبات السعودية المختلفة خلال الفترة المقبلة، سلبا كان أو إيجابا، حتى نتيح الوقت الكافي للأجهزة المشرفة على هذه المنتخبات لأخذ فرصتها كاملة لتنفيذ أجندتها الخاصة، ومن ثم محاسبتها في نهاية المطاف على النتائج المحققة"!!. في المقطع الأول تتجلى المصلحة العامة، لكن ذات الكاتب فقأ عينها بذات القلم وهو يحرض على تكميم الأفواه بعد أن عرف اتجاه الريح وأن "المخرج عاوز كدا"!!
* * *
محظوظ فريق كرة القدم الأول في نادي الشباب وهو يخرج متعادلاً البارحة الأولى أم ضيفه فريق الاتحاد.. حظ هذا الفريق في المباريات الكبيرة والحساسة خاصة ضد فريقي جدة الأهلي والاتحاد، هو حظ يفلق الصخر، إذ يحصل عدم التركيز غير المقصود من قبل حكام لقاءاته، ومساء الجمعة كان حظ الفريق الشبابي مضاعفاً إذ اجتمع الحكم وحارس الاتحاد في حالة واحدة هي التوهان!!