لم تكفهم مصيبة "المطر وكارثة السيول والغرق" لتبدأ معاناة المتضررين من سكان عدد كبير من الأحياء بمدينة جدة في مواجهة جشع واستغلال معظم قطاع الخدمات العامة والمساندة وعلى الأخص شركات تأجير السيارات وسيارات الأجرة والليموزين إضافة إلى أفراد وشركات قطر وسحب السيارات المعطلة في الطرقات والشوارع بعد أن أغرقتها السيول والمستنقعات المائية الذين رفعوا أسعارهم أكثر من 500% عن الأسعار في الأيام العادية. إلى جانب رفع أسعار شركات صهاريج المياه المحلاة بنحو 100% عن سعرها المعتاد، إلى جانب خدمات الصيانة المنزلية من سباكة وكهرباء وشركات التنظيف والتعقيم ومكافحة الحشرات.

ووصل سعر قطر سيارة واحدة من الشوارع الرئيسية مساء يوم الأربعاء وصباح الخميس الماضي إلى نحو 500 ريال بدلا من 50 ريالا فقط وهو السعر المعتاد في الأيام العادية، لتنخفض صباح أمس الجمعة إلى ما بين 200 ـ 300 ريال مقابل نقل كل سيارة إلى أقرب ورشة إصلاح.

كما أبدى كثير من السكان المواطنين والمقيمين تخوفهم من رفع أسعار خدمات ورش إصلاح السيارات، ومتاجر قطع الغيار إلى جانب مغاسل السيارات وخدمات التلميع واستغلال ظروفهم خصوصا أن معظم الورش تمتنع عن استقبال المزيد من السيارات والمركبات تفوق قدراتهم وعدد العمالة العاملة فيها.

وواجه سكان عدد كبير من الأحياء خصوصا الشعبية في وسط وجنوب المدينة امتناع سائقي صهاريج المياه المحلاة من إيصال خدماتهم إلى منازلهم في حال كان العنوان يقع في أماكن صعب الوصول إليها جراء عدم جاهزية الطرق أو وقوعها في منطقة اختناقات مرورية بعد أمطار يوم الأربعاء الماضي. وفي حال صلاحية العنوان فإنهم يواجهون رفع السعر غير المبرر وبنسبة تصل إلى 100% عن السعر الرسمي لحمولة كل صهريج.

وبحسب بعض السكان وحراس العمارات في أحياء الرويس والحمراء والأندلس بجدة أكدوا لـ"الوطن" أن سائقي الصهاريج يحتجون هذه الأيام بكثافة الزحام المروري وحظر المرور في شوارع رئيسية مما يقلل حصصهم اليومية المعتادة في نقل المياه، وأنهم لا ينقلون أكثر من مشوارين في اليوم الواحد ما يعرضهم لخسائر دفعتهم إلى مضاعفة السعر لتعويض جزء منها حسب زعمهم.

كما أكد الدكتور مجدي الحمادي، الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أنه لم يستطع إقناع شركات الأجرة في مطار الملك عبدالعزيز مساء الخميس الماضي لنقله إلى منزله في حي الحمراء بعد قدومه من مهمة عمل في دبي. وقال لـ"الوطن": إنه أضطر إلى دفع 250 ريالا لأحد سائقي سيارة ليموزين لإيصاله إلى منزله بدلا من 75 ريالا في الأيام العادية.

وكانت إدارات الشقق المفروشة والأجنحة الفندقية تمسكت بأسعار الذروة الموسمية الباهظة لارتفاع الطلب على خدماتها بعد أن لجأ العالقون من المواطنين والمقيمين وموظفي الشركات القريبة منها والبعيدون عن منازلهم إليها لقضاء ليلة الخميس الماضي على أمل أن تنتهي ظروف المدينة الصعبة جراء الأمطار والسيول التي أغلقت معظم الطرق والشوارع الرئيسية.