لم يعد خبر محاولة إيران اغتيال السفير السعودي في أميركا هو الطاغي. بل باتت الإجابة على تساؤلات ما وراء الحادثة هي المسيطرة على فكر وأذهان الناس. لماذا تريد إيران قتل السفير السعودي؟ ولماذا هذا التوقيت بالتحديد؟ ترى ما الذي ستفقده إيران من هذا الخطأ الفادح؟ دعونا نعود قليلاً إلى الوراء لنتوقف عند حادثة اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن مسفر القحطاني بمدينة كراتشي. هذا العمل الإجرامي مازالت أصابع الاتهام فيه تشير إلى إيران بحسب مراقبين، وقد حدث بالتحديد في 16 مايو 2011، وهو نفس التوقيت الذي بدأت فيه فصول التخطيط لاغتيال السفير السعودي في أمريكا.
بالفعل إيران ليست غريبة عن العمليات الإرهابية حول العالم. وسبق وأن قامت بتنفيذ عمليات قتل وتفجير في كل من العراق ولبنان وأفغانستان ومناطق كثيرة في العالم. إيران تشعر بأن حليفتها العربية الوحيدة سورية قد أوشكت على الانهيار، ما سينعكس عليها حتماً، ولذا سعت لإشعال أزمات حول العالم وبالتحديد في اتجاهين. أولاً: استهداف الدبلوماسيين السعوديين لضرب وإضعاف الدبلوماسية السعودية. ثانياً: إيقاد نار الفتنة الداخلية في بعض الدول الخليجية تتقدمها المملكتان السعودية والبحرينية.
وبالأمس القريب رأينا عمق الصدمة والخيانة الوطنية من قبل مجموعة صغيرة في العوامية، إضافة إلى ما أعلنته أميركا من أن غلام شكوري- وهو عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأحد المتهمين الرئيسين في قضية محاولة اغتيال السفير عادل الجبير- متورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في مملكة البحرين. إذن هكذا تعتقد إيران أن في مقدرتها فعل ما حاولت فعله دون حساب. لذا بات ملحاً على العالم والمجتمع الدولي استبدال السياسة الناعمة في التعامل مع طهران بالسياسة الخشنة المتمثلة في القوة العسكرية قبل أن نرى سلسلة من الاغتيالات تطال شخصيات عربية وغربية.