المتأمل لواقع حياتنا الحالية أن تحرك كل الجهات ذات العلاقة لا يتم إلا بعد أن تقع المصيبة والفأس في الرأس عندها لا يستغرب أحد استنفار الجهود وتقديم التضحيات لكافة من يستحقها ويحتاجها وبشكل فوري دون تأخير. فلا تحركات لوزارة النقل والمواصلات والطرق من سباتها العميق إلا بعد أن تنهار الصخور بالطرقات وتنخر الحفريات أسطح الإسفلت وتدمر (البطانيج) مركبات البشر وتحولها لأحواش التشاليح وتغطي كثبان الرمال طرقاتنا الطويلة والسريعة. ولا تنهض أمانات المناطق وبلدياتها من مكانها إلا بعد أن تباع أملاك وأراضي الدولة وتشترى من قبل ضعاف النفوس وتنطوي بيعتها على فقراء المجتمع وأصحاب الحاجة وتجرف سيول وأمطار سوء التصريف منازل الطبقات الكادحة وتحمل جثث أطفالها لبراثن المجهول. وبجوانب عدة لا تحرك وزارة التجارة ساكنا فيطول سباتها وغطيط موظفيها فترفع أسعار السلع والمواد الاستهلاكية دون حسيب ولا رقيب. وتسبح وزارة التربية في بحور كثرة التجارب والإنفاق ببذخ على مشاريع الحبر على الورق والإنفاق على تطوير التربية والتعليم والأنشطة التي لا تقدم ولا تأخر فكل تلك التحركات ما هي إلا تحركات وحركات بهلوانية تتم بعد وقوع المصائب فقط لإثبات نحن نعمل ونشتغل من أجل راحتكم.