أقفلت الاستشارات النيابية في يومها الأول التي أجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مع الكتل النيابية على حقيقة أولية، مفادها رفض فريق الأكثرية بزعامة تيار المستقبل المشاركة في الحكومة العتيدة. وقالت مصادر مواكبة للاستشارات إن ما تبين حتى الساعة هو استمرار تيار المستقبل في موقفه التصعيدي إزاء ميقاتي، مشيرة إلى ما أدلى به رئيس كتلة نواب "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة هو مؤشر بالغ الدلالة على عدم قبولهم بما طرأ من تغيير كبير على الواقع السياسي.

وكان السنيورة قد أعلن بعد لقائه بالرئيس ميقاتي جملة أسئلة، ومنها : أولاً هل تلتزم بعدم الموافقة على طلب فك التزام لبنان بالمحكمة وطلب وقف تمويلها وسحب القضاة اللبنانيين وإلغاء مذكرات التفاهم التي وقعها لبنان مع الأمم المتحدة، وهل تلتزم بعدم إدراج أي من هذه المواضيع على جدول أعمال مجلس الوزراء وعدم الموافقة على أي مشروع قانون يصب في هذا الإطار. ثانياً، هل تلتزم بوضع خطة زمنية لجمع السلاح الموجه إلى صدور الناس من كل الأراضي اللبنانية باستثناء السلاح الموجه إلى إسرائيل الذي يجب أن يكون ضمن استراتيجية دفاعية لا سيما بعدما خرق حزب الله اتفاق الدوحة. ثالثاً، هل تلتزم بتنفيذ مقررات طاولة الحوار وفقا لجدول زمني محدد وخصوصا لجهة نزع السلاح خارج المخيمات من المعسكرات المنتشرة ومعالجة السلاح في المخيمات".

وكان الرئيس سعد الحريري وإثر الخروج من الاجتماع مع الرئيس ميقاتي قد عبر باختصار عن لا جدوى من المشاركة بالحكومة الجديدة برده على سؤال عن نيته إزاء الحكومة بالقول: لشو( من أجل ماذا؟)

وبيّن الرد العنيف الذي تولاه المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل على السنيورة اتساع الشرخ بين الطرفين حيث سأله "هل نية جمع السلاح تشمل السلاح الذي استخدم أول من أمس وأوقع جرحى؟"، ووصف خليل أسئلة السنيورة إلى الرئيس ميقاتي بأنها "أسئلة تعجيزية تبتغي التنصل من الالتزام الوطني والتنصل من المشاركة والانفتاح على الآخر".

من جهته طالب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بعد لقائه وكتلة "التيار االوطني الحرّ" الرئيس ميقاتي بسرعة تشكيل الحكومة وبأن تكون معبّأة بالكفاءات وأن تغطى سياسياً من قبل الذين يؤيدونه." وأكد عون أن "إلغاء المحكمة ليس وارداً ولكن ما نطالب به عدم مساهمة لبنان فيها".

وكان ميقاتي قد استقبل السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيلي التي أعادت التأكيد لرئيس الحكومة المكلف أن بلادها تلتزم بدعم سيادة لبنان واستقراره واستقلاله، كما أعربت عن دعم الولايات المتحدة المستمرّ للمحكمة الخاصة بلبنان باعتبارها جزءا حيويا لوضع حدّ لحصانة العنف السياسي فيه". على صعيد آخر التقى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري. وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في لبنان والمنطقة ومستجداتها والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة.

من جهة أخرى، دعت سورية الزعماء السياسيين اللبنانيين إلى الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية بقيادة ميقاتي. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين في أول رد فعل رسمي من دمشق على تعيين ميقاتي: إن سورية تأمل في تشكيل حكومة وحدة وطنية تنضم إليها كل الأطراف اللبنانية.