أشاد نائب رئيس لجنة الحكام بالبحرين عبدالحميد عبدالعزيز بقرارات الدولي السعودي خليل جلال خلال قيادته لمباراة كوريا الجنوبية واليابان ضمن نصف نهائي كأس أمم آسيا التي تختتم غداً بالعاصمة القطرية الدوحة، مبيناً أنه يستحق 9.2 من 10.
جاء ذلك خلال حديثه لصحيفة الوطن القطرية، والتي تحدث من خلالها عن أن المباراة من أفضل المباريات في نهائيات كأس أمم آسيا، والتي جمعت بين المنتخبين الكبيرين الياباني والكوري الجنوبي، وانتهت لصالح المنتخب الياباني بالركلات الترجيحية بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفين لكل منهما.
وأضاف: "في هذه المباراة تميز الطاقم التحكيمي بمستوى أدائه، حيث تكون من الحكم السعودي المعروف خليل جلال ومساعديه الإيرانيين حسان ورضا والحكم الرابع القطري عبدالرحمن عبدو، وقد وفق هذا الطاقم بشكلٍ كبير في معظم القرارات التي اتخذت والتي كانت في معظمها إيجابية دون وجود حالات تحكيمية سلبية مؤثرة على نتيجة المباراة وفصل البحريني عبدالحميد عبدالعزيز قرارات طاقم المباراة كالتالي:
أولا: تطبيق مواد القانون
تخللت المباراة أحداث كثيرة وحالات تحكيمية صعبة جداً، كان الحكم ومساعدوه موفقين فيها إلى حد كبير، كما كانت هناك حالات بسيطة جدا أخرى قد خانه التقدير في بعض منها وسنتعرض للحالات على النحو التالي:
ـ أشهر الحكم في هذه المباراة 6 بطاقات صفراء وجاءت كلها صحيحة ومستحقة.
ـ احتسب الحكم في هذه المباراة ركلتي جزاء، وجاءتا على النحو التالي:
الأولى جاءت في صالح المنتخب الكوري في الدقيقة 23، حيث كان قرار الحكم صائباً وصحيحاً، والسبب في ذلك أن المدافع الياباني لم يكن تركيزه على الكرة وانصب تركيزه على المهاجم الكوري، حيث قام بدفعه من الخلف مما أدى إلى سقوطه في منطقة الجزاء، والقانون صريح في مثل هذه الحالة وهو منح ركلة جزاء لصالح المنتخب الكوري. ركلة الجزاء الثانية في الدقيقة 98 من الشوط الإضافي الأول، وهذه الركلة كانت من الحالات التحكيمية الصعبة جداً، ومن خلال الإعادة والمتابعة أرى أن قرار الحكم الأولي كان صائباً عندما احتسب الكرة خارج منطقة الجزاء، ولكن استشارته لمساعده الأول غيرت من قراره واحتسبها داخل منطقة الجزاء، وفي كل الأحوال فإن هذه الحالة واحدة من أصعب الحالات التحكيمية، وبها كثير من الجدل والتي لا يمكن الحكم فيها لصعوبتها، ولكنني مع القرار باحتساب ركلة حرة مباشرة، كما أنه كان يتوجب على الحكم إعادة تنفيذ ركلة الجزاء بسبب وجود عدد كبير من لاعبي الفريقين داخل منطقة الجزاء قبل التنفيذ، وخاصة اللاعب الياباني الذي استفاد من تسجيل الهدف، والتعليمات واضحة في مثل هذه الحالة هو إعادة التنفيذ.
ـ طبّق الحكم مبدأ إتاحة الفرصة بشكلٍ مميز
ثانيا: أهداف المباراة
سجلت في المباراة أربعة أهداف إضافة إلى الركلات الترجيحية على النحو التالي: الهدف الأول في الدقيقة 23 لصالح المنتخب الكوري من ركلة جزاء، الهدف الثاني لصالح المنتخب الياباني في الدقيقة 36 وهو هدف صحيح، والهدف الثالث كان أيضاً من نصيب المنتخب الياباني في الدقيقة 98 من الشوط الإضافي الأول (ركلة جزاء) والذي حام حوله جدل كبير في صحته كما أسلفت، الهدف الرابع جاء في الدقيقة 120 من الشوط الإضافي.
ثالثاً: السيطرة
لقد سيطر الحكم بشكل كامل على مجريات المباراة، واستطاع أن يسايرها، وأن يكسب احترام لاعبي الفريقين على الرغم من الاحتجاجات البسيطة التي واجهته من قبل اللاعبين، ولكنه تعامل معها بشكل حازم، وكان عارفاً بأهمية وحساسية المباراة، ولذلك كان شديدا مع اللاعبين وقام بتوجيههم واستخدام اللغة الجسدية معهم.
رابعاً: اللياقة البدنية
تمتع الحكم بلياقة بدنية عالية جداً، وكان حريصاً على التواجد في جميع مناطق الملعب، وخاصة التي كانت قريبة من منطقة الجزاء، واستخدم الطريقة الشاملة حتى يكون أكثر قرباً لمنطقة اللعب، وحتى يعطي صحة في القرارات التحكيمية، وقد حرص على أن يبتعد قليلاً عن مناطق تواجد الكرة.
خامساً: المساعدان وتعاونهما مع الحكم
في هذه المباراة تمّ اختبار المساعدين بشكل كبير، فقد ساعدا الحكم وبشكلٍ مميز في اتخاذ الحالات التحكيمية والمخالفات التي وقعت بالقرب منهما، وكانت تحركاتهما سليمة وتمركزهما صحيحا، وإشاراتهما واضحة، وأركز على حالات التسلل وخاصةً المساعد الأول الذي سمح باستمرارية اللعب، وكان دقيقاً في عدم احتساب حالة تسلل على المنتخب الياباني، وكاد يسجل منها هدفاً، حيث إن اللاعب الياباني المستفيد من هذه اللعبة كان في موقف سليم أثناء تمرير الكرة إليه ومع آخر ثان مدافع. كما أود أن أشير إلى أن هذا المساعد تدخّل في احتساب ركلة جزاء لصالح المنتخب الياباني وكما أسلفت فإنها من الحالات التحكيمية الصعبة جداً.
سادسا: الخلاصة والتقييم العام
مما أُسلف ذكره فإن تقييمي لهذه المباراة هي أنها واحدة من المباريات الصعبة جداً، ولكن الطاقم تعامل معها بشكلٍ احترافي، واستطاع وبكلّ تميز أن يديرها باقتدار، على الرغم من وجهة نظري بخصوص ركلة الجزاء المحتسبة للمنتخب الياباني، إلاّ أنه لم يكن لها التأثير البالغ في نتيجة المباراة، وأستطيع القول إن الطاقم أدى دوره بشكل ممتاز، وإن الطاقم يستحق 9.2 من 10.