فشل الرياضة العربية والخليجية.. محور أخذ أبعاداً كبيرة على الصعيد الإعلامي، وأكد خروج المنتخبات الخليجية والعربية تباعاً من نهائيات أمم آسيا أن هناك خللاً واضحاً، خصوصاً أن هذا الإخفاق العربي تبعه إخفاق أكبر على مستوى غرب آسيا لصالح تطور الكرة في شرق القارة.
على مستوى غرب القارة هناك تأخر في كل ما يتعلق بالرياضة، وهو ما أشار إليه كثيرون ممن تحدثوا لـ"الوطن" مشيرين إلى أن الخلل يكمن في نقطة مهمة هو هيمنة الحكومات على الأندية، إضافة إلى أن أنديتنا لا تعرف من الاحتراف سوى اسمه فقط، وأنها تدعي احترافية غير موجودة على أرض الواقع، ولذلك كان الخروج العربي والخليجي منطقياً.
ويشير أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن الاتحادات الوطنية ترمي إلى تحقيق طموحات المواطن على المدى البعيد في جميع المجالات، مضيفاً "الأندية الخليجية والعربية لن تحقق التطور ما لم تصل إلى مرحلة الاحتراف الكلي سواء على مستوى الإداريين أو اللاعبين أو العاملين في الأندية".
وأضاف "الاستثمارات الصحيحة هي السبيل الحقيقي للوصول إلى مرحلة الاحتراف الحقيقي، فلا بد أن يكون هناك دخل ثابت للنادي، كما أن المنشآت لا بد أن تكون ملكاً للأندية حتى تستطيع أن تعمل".
وتابع "الأندية لا بد أن تخرج من تحت مظلة الحكومات حتى تستطيع أن تتحرر وأن تعمل بحرية، وأن تصل مرحلة الخصخصة وهي النقطة الأولى في عالم الاحتراف الذي سيكون الشيء الوحيد الذي يطور رياضتنا العربية والخليجية".
احتراف الفئات السنية
ويشير عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم طارق كيال إلى أن الكرة العربية عموماً والخليجية خصوصا تحتاج عملاً كبيراً يتطلب الاحتراف في مراحل الناشئين والشباب حتى يصعد اللاعب إلى الفريق الأول وفكره احترافي 100%، وقال "الخصخصة لن تحدث بين يوم وليلة، وهي تحتاج وقتاً طويلاً، ويجب على الأندية أن تبدأ بخطوات استثمارية صحيحة حتى تتحول تدريجياً إلى الخصخصة التي ستكون الباب الرئيس لتطور الكرتين العربية والخليجية".
وأشاد كيال بما تقدمه قطر من عمل احترافي خلال السنوات الحالية، مشيرا إلى أن رؤية القطريين أعلنوا عنها مراراً وتكراراً وهي تشتمل على جوانب اقتصادية وسياحية وبيئية واجتماعية، متمنياً أن تستفيد الدول الخليجية والعربية من التجربة القطرية التي تخطو خطوات قوية نحو الاحترافية الحقيقية في كرة القدم، حيث تعمل في عدة جهات في وقت واحد فتهتم بالقاعدة والنشء بشكل كبير، إضافة إلى تطوير البنية التحتية مع الاهتمام الاعلامي والسياحي من خلال استضافة البطولات العالمية، واستقطاب نجوم العالم إلى قطر، وهي أمور كلها مكملة لبعض البعض، وتهدف إلى عمل واحد وهو تحول الرياضة القطرية إلى صناعة واحتراف بأصوله الصحيحة.
إدارات متفرغة
على الصعيد ذاته يرى نائب رئيس تحرير صحيفة "اليوم" المعلق الرياضي السابق محمد البكر أن الأندية الخليجية والعربية لن تتطور إلا إذا تحولت من الهواية إلى الاحتراف خصوصا في مجال الإدارة حيث يجب أن تكون إدارات الأندية متفرغة للعمل وليست متطوعة على أن يتم مساءلتها ومحاسبتها نهاية كل سنة مالية وفي حال تحقق ذلك فإننا سوف نخطو أولى الخطوات الصحيحة في مجال احترافية الأندية على أصولها الصحيحة. وأضاف البكر يجب أن نعترف إلى أننا ما زلنا إلى وقتنا الحالي ندعي الاحترافية ونقول فلان محترف ولكن كل ذلك كلام على ورق لا يوجد شيء واقعي. الأندية ما زالت تحتاج إلى عمل كبير وإلى جهود أكبر وإدارات متفرغة من أجل أن نخطو بشكل صحيح في عالم الاحتراف.
التجربة اليابانية
من جانبه، يشير نائب رئيس لجنة الإعلام والإحصاء بالاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور صالح بن ناصر الحمادي إلى أن الأندية لن تتطور إلا من خلال تحولها إلى شركات ومؤسسات رياضية، على أن يتم تفريغ كافة العاملين بالأندية سواء إداريين أو عاملين أو حتى لاعبين، وهو ما يعني الابتعاد عن عصر الهواة في كل ما يتعلق بالأندية.
ويضيف "أعتقد أن تحول الأندية إلى هذه المرحلة هو البداية الحقيقية لأن نكون في صفوف المحترفين، وأعتقد أن التجربة اليابانية خير مثال لنا، فاليابان خلال أقل من 22 سنة استطاعت أن تحول منتخبها من استراحة للمنتخبات الآسيوية إلى منتخب أحرز اللقب 3 مرات، إضافة إلى أن الأندية تحولت إلى شبح مخيف لكافة الأندية الآسيوية".