توقفت كل أعمال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت خلال اليومين الماضيين احتجاجا على قبول الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة الجديدة، وبددت صورة صباح أمس المخاوف من استمرار العنف حيث فتحت المؤسسات والمتاجر والشركات أبوابها وشهدت الشوارع حركة عادية ما عدا العديد من المدارس، خصوصا الابتدائية، التي فضلت استمرار الإقفال للحيلولة دون تعرض الصغار لمزيد من الخوف أو التوتر.

وكان الجيش اللبناني قد أحكم السيطرة على معظم المناطق التي شهدت توترا وتحركات شغب معلنا أنه لن يتساهل مع أي تكرار للحوادث التي تتجاوز القوانين.

وحول أفق الاحتجاجات التي أطلقها تيار المستقبل لم يصدر أي موقف رسمي عن التيار إلا أن عضو مكتبه السياسي النائب السابق مصطفى علوش أعلن أن "البداية ستكون من خلال خيمة في ساحة التل كما ستكون هناك مسيرة سلمية".

في هذه الأجواء أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارتياحه إلى عودة الهدوء والحياة إلى طبيعتها في المناطق كافة، وأثنى على الجيش والقوى الأمنية لقيامها بدورها في ضبط الوضع وحفظ الأمن.

وأنهى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي جولته البروتوكولية على رؤساء الحكومة السابقين حاملا أفكاره وبرنامجه الوسطي لتأليف الحكومة. وزار كلا من الرؤساء رشيد الصلح وعمر كرامي وسليم الحص وميشال عون. وعلمت" الوطن" أن الرئيس ميقاتي طرح في لقائه بكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة جملة أفكار حول مشاركة تيار المستقبل والأكثرية في الحكومة الجديدة وتلقى وعودا بدراسة الأفكار التي قدمها ريثما تتم دراستها في تيار المستقبل أولا ومن ثم مع الحلفاء في الأكثرية التي سوف تعقد اجتماعا على مستوى القيادات خلال 24 ساعة للتدارس في كيفية التعاطي مع ما يقدمه ميقاتي، على الرغم من أن مسؤولا في تيار المستقبل صرح لـ"الوطن" بأن الأكثرية منفتحة على مناقشة ميقاتي مع علمها أنه لا يستطيع تلبية متطلباتها التي ظهرت أول من أمس في الشارع وعبرت عن رغباتها السياسية.

وقال المسؤول إن النقاش سوف يتم مع ميقاتي وفق الثوابت والأسس التي أعلنها الرئيس الحريري غير مرة والتي لا يمكن التراجع عنها مهما كان الثمن وفي طليعتها المحكمة الدولية والعدالة وقيام الدولة بكل مؤسساتها وعلى كامل أراضيها.

وقالت مصادر مقربة من أجواء ميقاتي إنه يتمنى أن يلتف الجميع حول برنامجه الذي ينادي بالوسطية والاعتدال وتأليف حكومة شراكة وطنية تنهي الأزمة الراهنة. وأضافت أن الاستشارات النيابية التي سيبدأها الرئيس المكلف سوف تظهر حقيقة نوايا جميع الأطراف وأنه منفتح على مناقشة جميع الهواجس والمتطلبات لجميع الأطراف، "إلا أن رفض حكومة شراكة وطنية سيعني بالتأكيد الذهاب إلى حكومة تكنوقراط مطعمة سياسيا".

وفيما تبدأ الاستشارات النيابية اليوم وغدا، شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي، على ضرورة الارتقاء في هذا الظرف إلى مستوى المسؤولية، مؤكدا العمل في الإطار الدستوري والقوانين البرلمانية والديموقراطية. وأشار إلى أنّ الأمور تسير في هذا المنحى.

وإذ دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد إلى مقاومة سلمية بوجه سلاح حزب الله أعلنت الأمانة "انطلاق المرحلة بعنوانين رئيسيين، دعم المحكمة الدولية إحقاقاً للحقّ وللعدالة، ونزع السلاح من طول البلاد وعرضها".


المملكة تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان


الرياض: عمر الزبيدي

نصحت وزارة الخارجية المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة، وقالت في بيان أمس "إنه نظراً لتطور الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، تنصح وزارة الخارجية المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة إلى حين عودة الهدوء والاستقرار".

وحول ذلك أوضح رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي في تصريح إلى"الوطن" أن هذا الإجراء يأتي لضمان أمن وحماية وسلامة مواطني المملكة الراغبين في السفر إلى لبنان، مبينا أن ما ورد في البيان واضح بأنه ينصحهم بتفادي السفر إلى هناك حتى انتهاء الأحداث والاضطرابات الحاصلة في لبنان، وعودة الاستقرار إليها.

من جانبه أكد السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري على أهمية توخي الحيطة والحذر من المواطنين السعوديين وعدم الذهاب إلى مواقع التجمهرات، مبينا أن السفارة تقيم غرفة عمليات لمتابعة التطورات السياسية والأمنية على مدار الساعة، مبينا أن السعوديين في لبنان هم من الطلاب والسياح ورجال الأعمال.