برزت في الساحة العراقية مؤخرا دعوات من أبناء عدد من الأقضية تطالب بجعلها محافظات، وسط تأييد ورفض وتحفظ الأطراف المشاركة في الحكومة. وانطلقت الدعوات من قضاء الزبير في محافظة البصرة ذي الأغلبية السنية وقضاء الدجيل ذي الأغلبية الشيعية، وسامراء في محافظة صلاح الدين، وكذلك من تلعفر في محافظة نينوى الذي يسكنه التركمان الشيعة. وفي أول رد فعل على تلك الدعوات رفض تحالف الوسط الذي يضم قائمة التوافق وائتلاف وحدة العراق أن تتحول بعض الأقضية إلى محافظات، محذرا في الوقت نفسه من تقسيم الوحدات الإدارية استنادا لرغبات مذهبية.

وقال النائب عن التحالف شعلان الكريم لـ"الوطن" أمس "نرفض هذه الدعوات وسنقف ضدها"، معربا عن اعتقاده بوجود جهات إقليمية تشجع أبناء تلك الأقضية على الانفصال عن محافظاتها. وأضاف "منذ تشكيل الدولة العراقية اعتمد نظام إداري ثابت في تقسيم مناطق العراق فاستحدثت الألوية بعدما كانت ولايات تابعة للدولة العثمانية، ثم تحولت إلى محافظات وحتى وقت قريب استحدثت محافظات صلاح الدين ودهوك والنجف، وأي تغيير جديد في التقسيم الإداري ليس فيه مصلحة للشعب العراقي".

وبينما نص الدستور العراقي على إقامة أقاليم فيدرالية من محافظة أو أكثر وحدد ذلك بإجراء استفتاء عام، أبدت قوى عراقية تأييدها لتلك الدعوات، فالمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم الذي تخلى عن فكرة إقامة إقليم الوسط والجنوب دعم فكرة تحويل الأقضية إلى محافظات. وقال القيادي في المجلس محمد المشكور إن تلك الدعوات جيدة " لأن بعض النواحي يجب أن تتحول إلى أقضية، وهذه بدورها يمكن جعلها محافظات". ودعا الحكومة والبرلمان إلى دعم دعوات أبناء الأقضية، لأن رغبتهم تنطلق من أجل تطوير مدنهم " في ضوء القرار الأخير بمنح المحافظات المنتجة للنفط حصة من ثرواتها حددت بدولار واحد عن كل برميل ينتج ويصدر يوميا إلى الخارج".

والتزمت الحكومة الصمت، ولم تعلق على تلك الدعوات التي انشغلت بها الأطراف السياسية كافة بين التحفظ والتأييد والرفض. وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي الحاجة إلى قرار سياسي لتحويل الأقضية إلى محافظات.

وتوجد في العراق 18 محافظة، الشمالية منها هي: أربيل والسليمانية ودهوك المنضوية ضمن إقليم كردستان الذي نال استقلاله الإداري عام 1991 بعد الأحداث التي أعقبت حرب تحرير الكويت.

على الصعيد الأمني أعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل مدير عام بوزارة الأمن الوطني بنيران مجهولين وسط بغداد. وقال إن "مسلحين مجهولين أطلقوا النار في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس من مسدسات كاتمة للصوت صوب سيارة مدير عام بوزارة الأمن الوطني بمنطقة العلاوي وسط بغداد مما أسفر عن مقتله في الحال".