"مين هناك" هذه العبارة التي تسمع في الأفلام قد تسمعها عندما تجوب شوارع شرورة ليلاً ومصدرها "العسة" حسب التسمية الشعبية أو" الحراسات الليلية "حسب التسمية الرسمية"، والتي عادت لتنتشر في الشوارع بعد غياب كان فيه آباء هؤلاء وأجداد بعضهم هم من بدؤوها.

الاختلاف هنا أن أكثر من90% منهم شباب والاختلاف الآخر أنهم "عسة مودرن" يلبسون ملابس أشبه بملابس الأمن الصناعي أو "السيكيوريتي"والاختلاف الثالث أنهم يعملون في النور بفضل لمبات الشوارع بعد أن كان من سبقهم "يعمل في الظلام"

وتتحدث إحصائيات غير معلنة عن أنهم خفضوا نسبة السرقة أثناء مناوباتهم لـ" الصفر"، وإن كانت الشرطة قد تحدثت عن "نقص معدل السرقات بشكل كبير".

أحدهم وهو مسلم بن عوبدان الصيعري وهو أكبر العسس، وهو يحرس وكالة سيارات لا تقل قيمة الموجودات فيها عن الخمسة ملايين ريال، ويحرس معها محلات تعود ملكية مبناها لصاحب الوكالة، ولكنها "فوق البيعة" أي بلا مقابل.

يقول الصيعري"إن عملهم يبدأ من وقت مغادرة أصحاب المحال التجارية والزبائن لمنازلهم للنوم".ويضيف "الشرطة تنظم أعمالنا ويرأسنا وكيل رقيب وهناك جنود في دوريات أمنية يأخذون التمام ليلياً لنا "يقصد المعقبين" وبصورة ربما تكون أشد من تعقيبه على أصدقائه العسكر الذين يحرسون بعض الدوائر الحكومية "في إشارة هنا للصرامة والدقة".

وعن المقابل المادي لهذا العمل يقول الصيعري "عملنا تنظمه الدولة "الشرطة" وتدفع رواتبه "المؤسسات" و"المحلات" وأنا أتقاضى 2000 ريال نهاية يوم 3 من كل شهر ميلادي من صاحب الوكالة".

وعن البدل التي يلبسونها والشارات التي يضعونها يقول" نحن نشتريها من المحلات التي تبيع الألبسة الموحدة أو الخياطين وكل منا يضع الرتبة التي يرى أنه يستحقها "قالها ضاحكا".

وعند سؤاله عن آلية التواصل بينه وبين الشرطة في حالة الاشتباه أو للتبليغ عن سرقة قال إن ذلك بالاتصال على العمليات "999".

وأضاف أن "أحسن مافي عملنا هذا أنه لا يتعارض مع شروط الضمان، فأنا أستفيد من الضمان بمخصص شهري قدره 1700ريال، وإن كان من مساوئ العمل، فهي أنني أكون "خارج التغطية" صباحاً" في إشارة إلى أنه ينام حتى الظهر.

وعند سؤاله عن التنظيم الرسمي لحقوقهم قال الصيعري "هل تقصد "التقاعد"، نحن نأمل لو كانت هناك شركات تنظم عملنا، وتحصل رواتبنا من المحلات، بدل من أن نقوم بذلك بأنفسنا، ولكن لا بأس، فوضعي "تمام"، ولا أجد أي صعوبة في استلام راتبي المنتظم".

الناطق الأمني الإعلامي بشرطة منطقة نجران النقيب عبدالرحمن بن محمد الشمراني قال في رده على تساؤلات "الوطن" بخصوص دور الحراسات الليلية في تخفيض نسبة السرقات التي كانت المحلات التجارية تتعرض لها قبل تعيينهم بالقول" شرطة شرورة اعتمدت توظيف الحراسات المدنية الليلية طبقا للقرار الوزاري الصادر بذلك، على أن يكون من شروط المتقدمين للوظيفة أن يكون سعودي الجنسية وألا يقل عمرة عن 18 سنة، وليس له سوابق جنائية ويحمل الشهادة الابتدائية".

ويضيف أن"الدور المطلوب منهم هو قيامهم بحراسة مربعات عمل محددة لهم بما تحويه من محلات تجارية ومستوصفات أهلية وصيدليات وشقق مفروشة وفنادق وخلافها مما نص عليه النظام، وقد لوحظ دورهم المهم في شرورة في إنقاص مستوى معدل السرقات بشكل كبير مما يدل على أهمية العمل الموكل لهم".