تشهد الساحة الرياضية جدلاً واسعاً هذه الأيام بعد صدور لائحة الانضباط الجديدة ...التي جاءت مفاجئة للكثيرين من المتابعين الرياضيين وحتى القانونيين من خارج اللجنة الموقرة ... صحيح أن اللائحة جاءت جيدة من حيث الشكل والتبويب ولكن كانت مخيبة للآمال من ناحية المضمون؛ ويتضح أن من وضع هذه اللوائح لا يمت لكرة القدم بصلة؛ بل إنه لا يتابع ولا يشاهد مباريات كرة القدم ولا يستمتع بها ... ومن قراءة بسيطة لما فعلته اللجنة فإنها ببساطة قامت بالقص واللزق من لوائح مختلفة لبطولات دولية مجمعة ككأس العالم للقارات، وبطولات قارية وودية، وقررت إدراجها في اللائحة لتطبيقها على مسابقاتنا المختلفة رغم عدم ملائمتها إطلاقاً.
لم تضم اللجنة المكلفة بكتابة اللائحة أياً من الخبراء الرياضيين وما أكثرهم لدينا ممن مارسوا كرة القدم عملياً في الملعب كلاعبين، ومارسوا العمل الفني والإداري بعد تركهم للملاعب، ويحملون مؤهلات علمية عليا، ولديهم الإلمام الكامل والدراية التامة بقوانين كرة القدم وأحوالها والتشريعات الدولية، وتقلدوا مناصب عليا سواء في أنديتهم أو في اتحاد كرة القدم نفسه واللجان الأولمبية، مثل الدكتور أحمد عيد والدكتور عبدالرزاق أبو داوود والأستاذ عادل البطي والأستاذ عامر السلهام والكابتن خليل الزياني ...وكان بالإمكان الاستعانة بآرائهم في اللائحه قبل اعتمادها .... بل كان على اللجنة إقامة ورشة عمل مع الأندية لمناقشة اللائحة قبل إقرارها .... ولكن كما سمعنا من بعض مسؤولي الأندية فإن اللجنة الموقرة لم تعر أي اهتمام لملاحظاتهم المكتوبة .... ما أعرفه ويعرفه الجميع أن أي قانون يصدر من أي من الوزارات أو الجهات والهيئات الحكومية لا بد أن يدرس دراسة وافية من قبل لجنة الخبراء في مجلس الوزراء قبل إحالته لمجلس الشورى لإبداء الملاحظات قبل إقراره واعتماده نهائياً .
العقوبات المالية القاسية والغليظة جاءت مفاجئة للجميع، وبات لزاماً على الأندية تخصيص ميزانية مستقلة في بند رئيسي لمواجهة تلك الغرامات الهائلة التي تكفي واحدة منها لإعلان بعض الأندية إفلاسها؛ خصوصاً ذات الإمكانيات المادية المتواضعة.... وحتى الأندية ذات الإمكانيات المادية الكبيرة ستضرر مداخيلها جراء تلك الغرامات الكبيرة؛ في ظل المسابقات الكثيرة التي تشارك بها على مستوى الفريق الأول والأولمبي ودرجة الشباب والناشئين والبراعم ....هل لكم أن تتصوروا أنه لو فقد أحد اللاعبين أعصابه واعتدى بالبصق على زميل له فإن ناديه سيغرم مائة وعشرين ألف ريال، وهو ما يعادل دخل مباراة عدد حضورها أكثر من ستة آلاف مشاهد ؟ فما بالكم بغرامة قدرها مليون ريال قابلة للمضاعفة إذا رأى رئيس اللجنة ذلك ! .... كما أن رئيس اللجنة قد أعطي صلاحية تجيز له تهبيط أي فريق إلى الدرجة الأدنى، وصلاحيات أخرى تجيز له تغليظ العقوبة على أي فريق أو لاعب إذا رأى سعادته ذلك !
من وجهة نظري أعتقد أن الكثير من العاملين في المجال الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص سيبتعدون عن العمل في الأندية، كما أن بعض الأندية ستلغي لعبة كرة القدم وكما يقول المثل "باب يجيك منه الريح سده واستريح".