أحيانا الاحتجاج يكون مقبولا محببا مهما كان قاسيا.. الرسالة التالية فرضت نفسها علي لطرافتها رغم قسوتها، فآثرت أن استهل بها مقال اليوم دون تعديل: "في عام 2004 وضع حجر الأساس لبرج خليفة في دبي.. وأنجز البرج وأصبح من أشهر معالم العالم.. وبعده أنجز مترو دبي.. ووضع حجر الأساس لجامعة كاوست، وأنجزت، وافتتحت، وبدأت في تخريج طلابها.. وبدأ العمل في ساعة مكة، وانتهى المشروع، وأصبحت أكبر ساعة في العالم.. ومرت اليابان بأعنف زلزال في تاريخها، وقاربت على الانتهاء من إعمار ما خلفه الزلزال.. وقتل بن لادن.. وسقطت ثلاث حكومات عربية، وتم تقسيم السودان إلى دولتين.." ـ إلى أن يقول: "بينما مشروع نفق مدينة خميس مشيط لم ينته العمل فيه إلى الآن"!
سنترك كل الشواهد التي ذكرها صاحب الرسالة وسأركز على برج خليفة!
خلال الفترة الماضية يميل كثير من السعوديين لعقد المقارنات مع برج خليفة.. غني عن الذكر أن هذا البرج هو أطول بناء على سطح الأرض اليوم.. تجاوز بعد افتتاحه برج تايبيه في تايوان.. تكلفته الإجمالية مليار ونصف مليار دولار فقط.. يضم عشرات المنشآت والمطاعم والمراكز والمكاتب وأماكن الترفيه.. أصبح البرج عنصر مقارنة ثابتا.. بمعنى: هذه الطريق بدأ إنشاؤها مع برج خليفة ولم ينته حتى الآن.. هذا المستشفى بدأ البناء فيه قبل برج خليفة.. هذا الجسر بدأ مع برج خليفة وما يزال متعثرا.. هذا النفق.. هذه الكلية.. هذا المعهد.. هذه التوسعة.. هذه التحويلة.. هذا المطار.. وعلى هذا قس من مقارنات يحلو للسعوديين عقدها مع هذا البرج!
ليس ثمة حل.. إما أن نطلب من الأشقاء في دبي إزالة البرج.. أو نفتح البلد لشركات مقاولات عالمية تكون جديرة بانتشال هذه المشاريع المتعثرة في بلادنا.. ماذا تقترحون؟!