لحظات قلق عصيبة خيمت أمس على ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام الذي شهد حالة من الاستنفار، جراء انتشار غاز "الإثيلين" السام بكثافة عالية في الهواء وتسربه من إحدى الحاويات التي كانت متواجدة في المحطة المخصصة للشاحنات، بعد إصرار موظف الجمارك على فتح غطاء الحاوية، الأمر الذي نتج عنه التسرب الغازي وإصابة المخلص الجمركي بحروق كيميائية، بعد فتحه غطاء الحاوية استجابة لطلب الموظف الذي أراد معاينة الشحنة، إلا أن وحدة الإطفاء بالميناء تمكنت خلال وقت سريع من السيطرة على الأمر.

من جانبه، أوضح مدير محطة الحاويات بالميناء طلال البلوي لـ "الوطن"، أن الحادث وقع تقريباً في الحادية عشرة صباح أمس، وتمثل في تسرب غاز الإثيلين المضغوط في إحدى الحاويات، لينتشر الغاز في الهواء بكثافة عالية ما أدى إلى عدم وضوح الرؤية، مشيراً إلى أنه يعتبر غازا ساما. وأكد أن التسرب نتج عن قيام المخلص الجمركي بفتح غطاء الحاوية بناء على طلب من موظف الجمارك بغرض معاينة ما بداخل الحاوية، ولكون الحاوية كانت تحتوي على الغاز المضغوط الذي تسرب بقوة وقذف بالمخلص بعيداً، مشيراً إلى أنه تم على الفور نقل المصاب إلى أحد المستشفيات بالدمام. وأكدت التقارير الطبية المبدئية أن المخلص تعرض لحروق كيميائية، ولم تتضح درجتها حتى الآن، وسيبقى تحت الملاحظة ليومين أو ثلاثة حسبما تستدعي الحالة.

كما أكد البلوي أن إجراءات السلامة الخاصة بمثل هذه الحالات تم تطبيقها فوراً، وذلك بتوزيع الأقنعة الواقية من الغازات على الجميع، وإخلاء ساحة الموقع بالكامل. وجرى كذلك إغلاق المكاتب الإدارية للشركة المشغلة التي كانت في مواجهة مباشرة للموقع، تحسباً لوصول الغاز إلى الموظفين والعاملين في الشركة. وتم استدعاء الجهات المختصة لموقع الساحة على الفور وهي وحدة الإطفاء في الميناء والأمن الصناعي وحرس الحدود والجهات الأخرى ذات العلاقة، مشيراً إلى أنها وجدت صعوبة في بداية الأمر في الوصول إلى صمام الحاوية، إلا أن رجال الإطفاء تمكنوا من الوصول إليه وقاموا بإغلاقه خلال 20 دقيقة.

وذكر البلوي أن الحاوية كانت في ساحة الصادر بالميناء وكانت متجهة إلى جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم التحفظ عليها في الوقت الحالي لإعادتها للمصدر نظراً لاختلاف أوزانها المذكورة في البيانات الخاصة به، ولا يمكن تصديرها للجهة الموجهة إليها وهي مختلفة البيانات، مؤكداً أنه استمرت الناحية التشغيلية للميناء على ما هي عليه ولم يحدث أي خلل فيها باستثناء الساحة التي وقع فيها الحادث.

وينتظر أن تقوم الجهات المختصة بتشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث لمعرفة الأسباب والجهة ذات العلاقة بتسرب الغاز، مع العلم أن المخلص الذي قام بفتح الحاوية من الموظفين المخلصين ذوي الخبرة والمدركين لكيفية التعامل مع الحاويات التي عادة ما يكون مكتوبا عليها تحذير بعدم الفتح، وتعتبر خطورة الغاز في الاشتعال وليس في الاستنشاق.

إلى ذلك، أوضح الناطق الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري لـ"الوطن" أن عمليات الدفاع المدني تبلغت ظهر أمس عن طريق مستشفى أسطون بالدمام عن وصول مواطن يبلغ من العمر 29 عاماً، ويعمل في أحد مكاتب التخليص الجمركي بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، مصاب بحروق كيميائية من الدرجة الثانية في الوجه واليدين بنسبة 10 %، مضيفاً أن التحقيقات الأولية كشفت أن الإصابة حدثت أثناء قيام المصاب بأخذ عينة من مادة "أمين الإثيلين" من أحد الخزانات مما أدى إلى إصابته، وتم إدخاله المستشفى، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث.