لم يخرج الأخضر من عنق الزجاجة، وبقي دون فوز مع نهاية جولة الذهاب من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل 2014.
من ثلاث مباريات، حصد الأخضر نقطتين فقط، وبقي في المركز الثالث لترتيب مجموعته الرابعة، متخلفاً بفارق نقطتين عن تايلاند، وسبع عن أستراليا، ومتقدماً بنقطة يتيمة على عمان، وهذه حصيلة بالغة التواضع لمنتخب كان إلى زمن غير بعيد (بعبع) للمنافسين في شرق القارة وغربها.
وعلى مدى مئتين وسبعين دقيقة لم ينجح مهاجمو الأخضر في الوصول إلى شباك منافسيهم سوى مرة يتيمة، ولو أضفنا لتلك الدقائق تسعين دقيقة أخرى هي زمن المباراة الودية الأخيرة أمام إندونيسيا لأيقنا أن ثمة عقما مريرا يعانيه خط الهجوم، يؤكد أن بصمات المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي يميل إلى حشد معظم قوته في وسط الميدان والاكتفاء بمهاجم واحد في المقدمة، على أن يسنده لاعبو وسط الميدان عند تسلمهم الكرة، ما زالت تحتاج زمناً حتى تظهر بجلاء ووضوح.
لعب الأخضر بخمسة لاعبين في خط الوسط، ثلاثة منهم يتحلون بنزعة هجومية هم محمد نور، وهذا تحديداً أعطى دوراً هجومياً جلياً مسانداً لياسر القحطاني، وأحمد الفريدي وعبدالعزيز الدوسري، لكن كل هؤلاء لم يحققوا الكثافة المطلوبة في الزمن المطلوب أمام فريق عرف كيف يدافع بكثافة، وكيف ينتفض بسرعة خاطفة كلما تسلم الكرة.
ولم يظهر الأخضر أمس أمام تايلاند كتلة منسجمة في التحرك المتوازن دفاعاً وهجوماً عبر العمق والرواقين الأيمن والأيسر، فتميزت جبهته اليمنى بتحرك حسن معاذ، وإن عابه عدم التركيز في إرسال الكرات العرضية نحو منطقة جزاء المنافس، والتعاون الطيب من تيسير الجاسم، فيما غابت الجهة اليسرى على الرغم من اجتهاد عبدالله الزوري، حيث بدا أن الدوسري الذي لم يعتد أداء الأدوار الدفاعية تائهاً، غير قادر على فهم طبيعة الأدوار التي كان مطالباً بأدائها، فقدم أداء جيداً في الشق الهجومي، واكتفى بالفرجة غالباً في الجانب الدفاعي.
أمام الأخضر فترة شهر قبيل انطلاقة جولة الإياب، وخلالها، أعتقد أن عليه أن يركز أكثر على تطوير حضوره على مستويين، أولهما كيفية اللعب تحت ضغط المنافس، وثانيهما كيف يمارس مثل هذا على المنافسين، فلا يعطيهم حرية مهاجمته ومن ثم يبدأ الدفاع ابتداء من منتصف ملعبه.