أشارت إحصاءات الاستشارات النيابية في لبنان أمس إلى تقدم النائب نجيب ميقاتي على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بفارق ضئيل، بعد أن صبت أصوات النائب وليد جنبلاط، وبعض المستقلين لصالح الأول.
وأعلن الحريري "أنه بعد الاستشارات سيكون لكل حادث حديث"، فيما اعتبر مكتبه الإعلامي أنَّ "تيار المستقبل، يعلن من الآن رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح من 8 آذار".
حسمت الاستشارات النيابية اللبنانية إلى جانب النائب نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة الجديدة حسبما دلت معظم الاستشارات التي جرت أمس وتستكمل اليوم في قصر بعبدا.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من القصر الرئاسي "أنه بعد الاستشارات سيكون لكل حادث حديث". وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أكد "حق كل شخص في ترشيح نفسه لموقع رئاسة الحكومة، وفقاً للدستور وموجبات اللعبة الديموقراطية"، معلناً في هذا الإطار "استمرار ترشحه لهذا الموقع، عملاً بقرار كتلة نواب المستقبل والكتل والشخصيات الحليفة في المجلس النيابي". وشدد البيان على أنَّ "أي كلام عن وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون، فليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الاستشارات النيابية، وإنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار، والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه"،لافتاً إلى أنَّ "تيار المستقبل، يعلن من الآن رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار".
وفيما أفادت تقارير أمنية عن قيام تجمّعات عفويّة كبيرة ومسيرات لمواطنين في مدن وقرى الشمال تأييداً لترشيح الحريري ومناهضة لترشيح ميقاتي، إضافة إلى حصول إطلاق نار في حارة البرانية بطرابلس على خلفية تعليق صور لميقاتي، شن نواب من تيار المستقبل هم عقاب صقر وأحمد فتفت ومحمد الحجار هجوما على ميقاتي واعتبروه مرشح المعارضة و8 آذار، نافين عنه صفة التوافقية والاعتدال. وقال قيادي في تيار المستقبل إن أي مرشح يفوز مع المعارضة سيكون حسن نصرالله نفسه.
في مقابل ذلك أعلن ميقاتي أنه أطلع الرئيس ميشال سليمان على أسباب الترشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء. وقال إنه يقود مشروعا انقاذيا للبلد. " فالكل يعرف خطاباتي التي تدعو إلى الوفاق وإلى لم الشمل". وأضاف "لا فرق عندي بين أحد وآخر، فنحن مع الجميع من دون إقصاء أحد"، متوجها للحريري بالقول "كلنا يد واحدة في سبيل لبنان". وختم "الكل يعرف حرصي على لبنان وعلى مقام رئاسة مجلس الوزراء وعلى سنيتي وحرصي دائماً على الحوار، وأي قضية خلافية لا تحل إلا بالحوار، ولن أرد على أحد، وأقول إننا مع الجميع والرد سيكون بالأعمال إذا كلفت".
من جانبه، أعلن جنبلاط حل كتلة اللقاء الديموقراطي ـ التي كانت تتكون من 11 نائبا، وإعادة "جبهة النضال الوطني" المكونة من 7 نواب. وقال جنبلاط، الذي يعد بيضة القبان في ترجيح كفة المرشحين، إنّ رئيس الحكومة المكلّف "سيكون رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بالتأكيد"، لأنّه سيحصل على العدد الكافي من الأصوات الأمر الذي يخوّله تشكيل الحكومة. وينتمي ميقاتي إلى تكتل من 4 نواب تحالفوا مع الحريري في الانتخابات الأخيرة في صيف 2009. وترأس الحكومة في 2005 إثر استقالة حكومة عمر كرامي بعد عملية اغتيال رفيق الحريري.
من جهة أخرى، وفيما شهد الكثير من المناطق اللبنانية وخاصة في الشمال وبيروت وصيدا وإقليم الخروب تحركات شعبية دعماً للحريري دعت قيادة الجيش اللبناني أمس اللبنانيين إلى عدم الأخذ بالشائعات غير المسؤولة، مؤكدة أنها ستتعامل بقوة مع أي إخلال بالأمن. وقال بيان صادر عن قيادة الجيش إن وحدات الجيش "كثفت تدابيرها الأمنية الاستثنائية، التي شرعت بتنفيذها خلال الأيام الماضية وذلك في إطار مواكبة الاستحقاق الحكومي، وتعزيزا لمناخ الأمن والاستقرار في البلاد".
وعلى صعيد آخر، شدد مصدر دبلوماسي في السفارة الأميركية بلبنان على أن توقعات الولايات المتحدة "من أي حكومة جديدة هي أن تستمر في الارتقاء إلى مستوى التزاماتها الدولية لدعم نشاط المحكمة الخاصة بلبنان". وأكد المصدر لموقع "NOW Lebanon" أنّ "عمل هذه المحكمة هو ذو أهمية حيوية لاستقرار وأمن لبنان. ومن الصعب أن نتصور بأنّ أيّ حكومة، تمثِّل حقًا كل لبنان، تتخلى عن الجهود الرامية إلى إنهاء عهد الإفلات من العقاب على الاغتيالات في هذا البلد".