يقال والعهدة على(القائل/ الكاتب) إن الناشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2011 في صدر قائمة الممنوعين من دخول التلفزيون اليمني وبالاسم الكامل، بسبب اتهامها بقيادة أعمال "فوضى وتخريب" كما تصفها الجهات الرسمية. وسواء كان الأمر صحيحا أم لا فإن اليمنيين أدرى بشعابهم، وهم كذلك أدرى بمن يصلح ومن يفسد. وقد سمع الجميع وقرأ تصريحات عديدة من "كرمان" حول دلالات وخلفيات فوزها بالجائزة، حيث شكرت الكثير والكثير من البشر، ونسيت أهم جندي مجهول نقل صورتها وصوتها إلى كل مكان في العالم قبل "نوبل" وبعدها، إنه حامل الكاميرا "الغلبان" الذي يحرص على ألا يخرج المتحدث أمامه إلا وهو في كامل أناقته واستعداده النفسي والبدني لقول ما يريد "كذبا أو صدقا"، ولو استدارت الكاميرا فجأة وصورت حاملها ستجد الثياب ممزقة والشعر أشبه بـ"الكدش"، والجيب خاوياً إلا من بعض أوراق. فحامل الكاميرا ومعه "صحفي الديسك" هما أكثر خلق الله مظلومية في هذا العالم، فهما مطالبان دائما بأن يصنعا من بقايا الأوراق المتساقطة نجوما تلمع في العيون على مدار الـ24 ساعة، وفي النهاية لا يعرف عنهما أحد ويصبح النجم صاحب الجماهيرية وحاصد جوائز الشرق والغرب، والدليل على ذلك أن المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم المعروف بـ "شعبولا" الذي لا يفرق بين حرف الألف و"كوز الذرة" كما يقول الإخوة المصريون، أصبح هو البطل القومي المنتظر منه إطفاء الفتنة الطائفية في مصر، ولذلك هو يستعجل كاتب كلمات أغانيه في أغنية "سلق بيض" تتحدث عن الأحداث الطائفية التي راح ضحيتها أول من أمس عشرات القتلى والمصابين، وشخصيا لا أنتقد هذا على "شعبولا" فجماهير"هيييه ..هييه ...هييييه" هم من صنعوا منه رمزا وطنيا يُستدعى عند أية ملمات أو أحداث، فصدق الرجل نفسه، وظن أن الشعب كله يحب "شعبولا"، وبالتالي فواجبه و"رسالته الفنية" يحتمان عليه "عمل غنوة تكسر الدنيا" ومن يدري فقد يفعل ما عجز عنه السياسيون، وشخصيا، لو فاز "شعبولا" بجائزة نوبل للسلام 2012 لن أستغرب، ففي هذا الزمن "كله جايز".