العمل الإداري والتربوي المكرر والنمطي الخالي من الإبداع عمل غير شيق, لا يشجع موهوبا ولا يكتشف موهبة, ولا يفرق بين كفؤ وعديم كفاءة. وعندما تمارس النمطية بإخلاص وتوأد بنات الأفكار, حتماً سيضيق المكان وستقيد الحركة والإنجاز, وسيعُزف الجهل كأجمل سيمفونية تشهد على تردي الذوق والأداء, وسنحصل على مزيد من الأفكار والأنماط المكررة, ونهبُ المزيد من التردي لمستقبلنا.
وممارسة النمطية في بيئة العمل ينتج عنها رتابة مملة تثير الحساسية لمن لا يطيق صدره التلوث, فتؤدى نفس الأعمال بنفس الطريقة لنحصل على نفس المنتج, وتلقن نفس العلوم وبنفس المنهج لنحصل على نفس المخرج, وعلى مبدأ الحفظ والتكرار تكرر الأفكار تلو الأفكار، حتى تمل الكلمات راءها ويمل الراء قارئها. عندها.. يشعر الحفظة والنمطيون بالثقة ويبدأون بالبحث عن التفرد والتميز في محيطهم فقط.
العمل إبداع.. وينبغي أن يكون كذلك, وينبغي أيضاً ألا نقبل الأوائل المكررين، بل نبحث عن الأوائل المتفردين, لكي تعرف أعمالنا الجدة والتميز والمنافسة, ونفسح المجال لمبدعينا, فنحن القادرون على التمام إذا أردنا! وإذا كان العلماء يرون أن (الحياة هي الحركة والحركة هي الحياة), فإن النمطية قتل للإبداع وإقصاء للمبدعين وموت للحركة.
تتويت:
عندما تستفحل النمطية في العمل الإداري والتربوي تخرج لنا أنماط من المكررات الفكرية والبشرية، لنعود دائما إلى نقطة البداية، ونصبح أقل قدرة على السير والمزاحمة.