أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أن مدينة مكة تنمو بشكل متسارع أكثر من غيرها من مدن المملكة. وقال سموه خلال استقباله أمس وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، والرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي بن مسلم، أن مشاريع مكة خلال السنوات العشر المقبلة كفيلة بأن تجعلها أجمل مدينة في العالم، متمنيا أن تتماشى مشاريع المياه والصرف الصحي مع كل المشروعات الجديدة في المنطقة، مثل مشروع شرق الخط السريع بجدة ومشروع تطوير ومعالجة الأحياء العشوائية ومشاريع التنمية الأخرى.

واطلع أمير المنطقة على شرح واف من الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية عما حققته الشركة من إنجازات منذ بدأت أعمالها التشغيلية في بداية عام 2009 وحتى الآن، وأهم مؤشرات الأداء التي تعكس التحسن في قطاع المياه والصرف الصحي بمدينتي الرياض وجدة، ومن أبرزها ارتفاع إمدادات المياه والتي بلغت في العام الماضي (2010) 942 مليون متر مكعب، مقارنة بالعام 2008 والبالغ 753 مليون متر مكعب، والذي جاء نتيجة سعي الشركة لزيادة حجم الموارد المائية بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وتكثيف البرامج الخاصة بالكشف عن التسربات الظاهرة وغير الظاهرة مما نتج عنه وفر في المياه بلغ في العام الماضي (2010) 53 مليون متر مكعب، مقارنة بالعام 2008 والبالغ 7 ملايين متر مكعب. كما بلغ حجم التسربات التي تم إصلاحها في العام الماضي 64 ألفا و639 حالة تسرب، مقارنة بالعام 2008 والبالغة 25 ألفا و525 حالة تسرب، إضافة إلى انخفاض الطلب على صهاريج المياه في جدة خلال العام الماضي 2010، نتيجة تحسن الخدمة وارتفاع مستويات الضخ في شبكة المياه، حيث تتراوح الكميات التي يتم ضخها للعملاء ما بين 900 إلى 950 ألف متر مكعب يومياً.

تسريع المشاريع المتعثرة


أوضح المسلّم أن الشركة سعت إلى تطبيق خطة تسريع المشاريع المتعثرة التي نتج عنها انخفاض في عدد المشاريع المتأخرة في مدينة جدة إلى 5 مشاريع خلال العام 2010، مقارنة بالعام 2008 والتي بلغ عددها 15 مشروعاً، ومن الأمثلة على المشاريع التي تم تسريعها في مدينة جدة مشروع محطة معالجة الصرف الصحي "المطار1"، حيث تم تسريع التشغيل الفعلي للمحطة بمقدار سنة كاملة، إضافة إلى أن الشركة خفضت مدة إيصال خدمات المياه للعملاء من 70 يوما في العام 2008 إلى 29 يوما في المتوسط عام 2010، كما تم تخفيض فترة تنفيذ توصيلات مياه الصرف الصحي من 180 يوما في عام 2008 إلى 46 يوما في المتوسط عام 2010.

وعلى صعيد المشاريع الجاري تنفيذها بمدينة جدة، اطلع الأمير خالد الفيصل خلال اللقاء على تلك المشاريع الجاري تنفيذها حالياً بتكلفة إجمالية تبلغ 8 مليارات و676 مليون ريال، وشملت تغطية المناطق المأهولة بالسكان بشبكات المياه، والتي من المتوقع أن تصل إلى 95% بنهاية هذه المشاريع، إضافة إلى مشاريع أخرى تعنى بتعزيز الضغوط بشبكة المياه القائمة، وتنفيذ خطوط المياه الرئيسية بالمخطط الاستراتيجي للاستفادة من مياه الشعيبة المرحلة الثالثة بتكلفة تبلغ 253 مليون ريال. كما بلغت تكلفة مشاريع الصرف الصحي الجاري تنفيذها حالياً مليارين و69 مليون ريال، ومنها تشغيل محطة الرويس بجدة بعد رفع طاقتها التشغيلية من 23 ألف متر مكعب إلى 64 ألف متر مكعب يومياً بقيمة إجمالية تبلغ 60 مليون ريال. كما تم تشغيل محطة البلد بعد رفع طاقتها الاستيعابية من 40 ألف متر مكعب إلى 80 ألف متر مكعب يومياً بقيمة تبلغ 70 مليونا، إضافة للبدء في مشروع محطة الخمرة الصناعية بطاقة استيعابية تبلغ 50 ألف متر مكعب يومياً بتكلفة إجمالية تبلغ 142 مليونا، حيث بلغت نسبة إنجاز المشروع 90% من أعمال التشييد.

تجفيف بحيرة الصرف


واستمع أمير المنطقة لشرح أيضا عن جهود الشركة في الرقي بمستوى حماية البيئة، وذلك من خلال جهودها في تجفيف بحيرة الصرف الصحي جنوب شرق مدينة جدة بعد صدور التوجيهات السامية لوزارة المياه والكهرباء بتجفيف تلك البحيرة، حيث بلغت كمية مياه الصرف الصحي عند استلام موقع البحيرة من أمانة جدة حوالي 8 ملايين متر مكعب، ومساحة بلغت 2.5 مليون متر مربع. وقامت الشركة بتشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي التابعة للأمانة والمجاورة للبحيرة بالطاقة القصوى التي تبلغ حوالي 60 ألف متر مكعب يوميا، وتنتج هذه المحطة مياه معالجة ثلاثياً. وتم استخدام 11 بحيرة للتبخير وزيادة المسطح المائي لرفع معدلات عمليات التبخير، والتي ساهمت في التخلص التدريجي من مياه البحيرة بطريقة طبيعية، وصيانة بحيرات التبخير القديمة والمجاورة للبحيرة، إضافة إلى تطوير عدد من المحطات القائمة حالياً ورفع الطاقة الاستيعابية لها وتخصيص عدد من المكبات التابعة لتلك المحطات لتفريغ المياه المنقولة بها، وتنفيذ مشاريع ساهمت بشكل كبير في تفريغ مياه البحيرة.





تحسينات عاجلة لمدينة مكة


كما اطلع أمير المنطقة على خطة الشركة المستقبلية بعد توليها إدارة وتشغيل قطاعي المياه والصرف الصحي في مكة المكرمة ومحافظة الطائف بدءاً من العام الحالي.

واستمع الأمير خالد الفيصل إلى شرح عن عقد مشروع تقديم خدمات التحسينات العاجلة لمدينة مكة المكرمة، والذي أبرمته شركة المياه الوطنية مع شركة سور العالمية بالتحالف مع مجموعة الزامل القابضة وهي من الشركات المحلية ذات الخبرة الكبيرة في إدارة وتطوير قطاع المياه والصرف الصحي، وينص العقد على قيام شركة سور العالمية بالتحالف مع مجموعة الزامل القابضة بتطبيق التحسينات العاجلة ومنها تطوير عمليات التشغيل والصيانة لقطاعي المياه والصرف الصحي في مكة المكرمة، وكذلك تحسين ورفع كفاءة أداء شبكة التوزيع، وتحسين عمليات التشغيل، وتشغيل وصيانة خدمات المياه، وإدارة الأصول وتجميع مياه الصرف الصحي ومعالجتها والتخلص منها بالتعاون مع شركة المياه الوطنية، وكذلك تنفيذ المراجعة الشاملة لتنظيم وضع القطاع ومكامن التحسين المطلوبة، حيث إن مدة تنفيذ عقد التحسينات العاجلة يمتد 12 شهراً.

وعن انضمام مدينة مكة المكرمة ومحافظة الطائف تحت مظلة الشركة، أطلع المسلّم أمير مكة على المنجز الجديد للشركة الذي سجلته في مكة المكرمة وهو معالجة أوضاع بحيرات المياه المعالجة المتجمعة لمحطة وادي عرنة بمكة المكرمة، وذلك بتصريف مياه البحيرة الأولى من خلال عبارة السيول أسفل طريق "مكة ـ الليث" القديم وتجفيف البحيرة الأولى، كما تم الانتهاء من تنفيذ الجزء الثاني من الحلول القصيرة المدى، وذلك بخصوص معالجة وضع البحيرة الثانية، من خلال تهذيب المجرى وفتح العبارة المغلقة تحت طريق "مكة ـ الليث الجديد" تجنباً لتكوين بحيرات جديدة أو غمر الطريق بالمياه.

أما الحل على المدى الطويل لمعالجة أوضاع بحيرات المياه المعالجة في وادي عرنة فتجري الشركة الآن التفاوض مع عدد من المستثمرين وأمانة العاصمة المقدسة لإيجاد شراكة استراتيجية للاستثمار في المياه المعالجة واستخدامها في المجال الصناعي أو الري أو الزراعة، وأنه في حال زيادة أي كمية من المياه المعالجة وأثناء الطوارئ فإنه سيتم فتح مجرى منظم لتوجيه المياه المعالجة للبحر وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.


التوسع في بيع المياه المعالجة


وأشارت الشركة إلى أنها تخطط لاستثمار يبلغ نحو 5 مليارات ريال خلال السنوات العشر المقبلة من خلال التوسع في بيع المياه المعالجة، وذلك من خلال نجاحها في توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتزويد عدد من الجهات الحكومية والخاصة بكميات من المياه المعالجة بلغت 390 ألف متر مكعب يومياً، وتتطلع الشركة إلى زيادة حجم الاستثمارات إلى أكثر من 10 مليارات ريال في الـ10 سنوات المقبلة كفرص استثمارية سيتم توفيرها للقطاع الخاص بالمشاركة مع شركة المياه في تملك محطات الصرف الصحي القائمة وإقامة محطات جديدة بنظام البناء والتملك والتشغيل.

واستمع أمير المنطقة لشرح عن مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم والذي تتولى الشركة إدارته وتشغيله، والذي يتكون من مصنع التعبئة الذي يتألف من عدة مبانٍ منها مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام ومبنى خطوط الإنتاج ومبنى مستودع العبوات المنتجة بطاقة تخزينية يومية تبلغ 200 ألف عبوة.

وأضاف المسلم أن المساحة الكلية للمصنع تبلغ 13.405 أمتار مربعة ويشمل المشروع مبنى المولدات الكهربائية الاحتياطية بطاقة 10 ميجاوات ويعمل بنظام "سكادا" الذي يمكن من التحكم والمراقبة لمراحل المشروع كافة ابتداءً من ضخ المياه من البئر إلى آخر مراحل التعبئة.

وأشار إلى أن المشروع يحتوي أيضاً على مستودع آلي مركزي لتخزين وتوزيع العبوات المنتجة من مصنع التعبئة مجهزاً بأنظمة تكييف وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق بتكلفة تبلغ أكثر من 75 مليون ريال، يمثل 15 مستوى لتخزين وتوزيع 1.5 مليون عبوة سعة 10 لترات.

وأفاد أن مستودع التخزين يعمل بشكل آلي بواسطة نظام تقني متقدم دون تدخل بشري للوفاء باحتياجات المواطنين والمقيمين وقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن في أوقات الذروة، وفي نهاية الاستقبال، قدم رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية هدية تذكارية لأمير المنطقة، وذلك لدعمه للشركة من خلال التوجه الرشيد الذي يصب في صالح المواطن سواء في محافظة جدة أو مدينة مكة المكرمة أو محافظة الطائف.