لم تكن الطفلة عائشة المطيري قبل أعوام تحلم بـ "لعبة" أو ببضعة ريالات تشتري بها قطعة حلوى، بل كانت تتمنى "كلية" لتعيش حياة طبيعية، فقد ظلت تعاني الفشل الكلوي تسع سنوات ألزمها ذلك الغسيل المتكرر، وكانت لا تمارس حياة طبيعية، حتى تغيرت حالها بالحصول على "كلية" من متوفى دماغياً فتح لها باب الحياة الطبيعية - بعد فضل الله – لتعيش كباقي أقرانها.
تقول عائشة وهي تتحدث بروح مملوءة بالتفاؤل والحياة "قبل الزراعة كنت أشعر بمعاناة متكررة مع الغسيل، ولاسيما أن أشقائي تحملوا معي عبء المرض، حيث كنت لا أعيش حياة طبيعية، أما اليوم ـ وبفضل من الله ـ وبعدما تمت زراعة الكلية لي من أحد المتوفين دماغياً أعيش حياة طبيعية.
والتجربة التي مررت بها مع الفشل الكلوي جعلتني أكثر إدراكاً لحجم التعب والألم الذي يعانيه مرضى الفشل الكلوي، لذا أتمنى أن يكون التبرع بالأعضاء ضمن أولوياتنا.
وأضافت "أدعو إلى التبرع بالأعضاء وأن يمنح الناس إخوانهم الحياة، لأن في ذلك إنقاذاً لهم"، وتشير إلى أن حياتها قبل الحصول على كلية مختلفة تماماً عن حياتها بعد، وهو ما يؤكده شقيقها سعد المطيري، أن شقيقته عائشة تشعر الآن براحة كبيرة، لافتاً إلى أهمية التبرع بالأعضاء، وأن ذلك جزاؤه كبير، فهو شاهد أياماً حزينة لأخته وهي تتردد على مراكز الغسيل تنتظر الفرج، حتى سخر الله من يتبرع لها.
وثمّن شقيق عائشة، مبادرة الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا)، بتكفله بتأمين مسكن لهم بالقرب من المستشفى، حيث تتطلب حالتها المراجعة والمتابعة اليومية، وذلك بعد أن أجريت لها عملية زراعة الكلية، ولاسيما أن منزل ذويها يبعد عن العاصمة الرياض 700 كيلو متر، الأمر الذي يتطلب الحضور اليومي للمستشفى لمتابعة وضعها الصحي والاطمئنان عليها من قبل الفريق الطبي المتابع لحالتها.
وشدد على أهمية أن يعي المجتمع ضرورة التبرع بالأعضاء، فضلاً عن أن يمارس الإعلام دوراً تثقيفياً في هذا الأمر، فمعظم الذين يعانون الفشل الكلوي، يفتقدون المتبرع، وهو ما حدث مع عائشة التي عانت كثيراً هذا الأمر، موضحاً أن معدلات الوعي بهذا الشأن لا تزال أقل من المتوسطة على الرغم من أن ديننا يحثنا على مساعدة بعضنا بعضا.
وقال "يحتاج الناس إلى أن يروا إخوانهم في المستشفيات وكيف هم يحتاجون إلى التبرع بالأعضاء، وأن يسعوا إلى مساعدتهم بكل ما يستطيعون".