وعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في تونس محمد الغنوشي باعتزال السياسة بعد الانتخابات وهو تعهد استهدف استرضاء المحتجين الذين يطالبون فلول الحرس القديم بالاستقالة من الحكومة التي تشكلت بعد الإطاحة بالرئيس.
وحاول الغنوشي جاهدا في كلمة مؤثرة على شاشة التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس بعد يوم من الاحتجاجات أمام مكتبه، أن ينأى بنفسه عن بن علي وتعهد بملاحقته.
وقال الغنوشي إنه عاش مثله مثل التونسيين وتألم مثلهم وسعى جاهدا كي يتواصل مع الملايين الذين عانوا من الظروف الاقتصادية الصعبة والقمع السياسي على مدى 24 عاما من حكم بن علي وأفراد عائلته.
وكانت عناصر غاضبة من الشرطة التونسية قد اعترضت في حدث لافت سيارة الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ومنعوها لدقائق من الوصول إلى قصر الحكومة بالقصبة وسط العاصمة قبل أن تتدخل عناصر أخرى وتفسح لها الطريق.
وتظاهر وسط العاصمة تونس أمس ولليوم الثاني على التوالي، مئات من عناصر الشرطة مطالبين بتأسيس "نقابة الأمن الوطني" و"متبرئين" من "جرائم" الرئيس المخلوع.
وقال مصدر أمني إن "جهاز الأمن التونسي يشعر بالعار لأن بن علي وعائلته وأصهاره استعملوه طيلة 23 عاما للتغطية على فسادهم وجلد الشعب وترويعه وقمع الحريات". وأضاف "صحيح أننا لم نكن نجرؤ على فتح أفواهنا في عهد بن علي لكننا اليوم نعتذر للشعب وخاصة عائلات الشهداء الذين قتلوا بالرصاص".
وفي سياق متصل أعلن عدد من التنظيمات السياسية في تونس تشكيل "جبهة 14 يناير" وذلك بهدف تحقيق أهداف "الثورة" والتصدي "للقوى المضادة" لها وللعمل على "صياغة دستور ديموقراطي جديد".