بدت ردة فعل الأطفال الأصدق تعبيراً والأعمق تأثيراً في رصد حالة الحزن التي أصابت الجميع جراء خروج منتخب المملكة الأول صفر اليدين من بطولة أمم آسيا المقامة في الدوحة حتى 29 يناير الجاري.
وأفرز الانكسار الذي شعر به الأطفال ردات فعل عنيفة دفعت البعض للمطالبة بتغيير جنسيته ليصبح يابانياً أو أوزبكياً، فيما حاول بعض الآباء استخدام أشرطة تسجيل للتذكير بأمجاد حققها المنتخب قبل سنوات للتخفيف من حدة التوتر الذي بدأ ينعكس سلبا على الأطفال.
يقول عبدالله الجهني بعد أن خسر المنتخب أمام اليابان بخمسة أهداف "حضر ابني البالغ سبع سنوات، وطلب مني أن أشتري له شعار منتخب اليابان، وقال لي: سأكون يابانيا لأن لاعبي اليابان يعرفون كيف يلعبون".
ويضيف "حاولت التخفيف عنه، لكنه كان يبكي بشدة، ولم يكن أمامي لتخفيف توتره سوى شراء قميص المنتخب الياباني له".
بدوره يقول فائز المطيرى إنه لم يكن أمامه لإيقاف حالة حزن ولده سوى البحث عن مباريات قديمة للمنتخب للسعودي عبر موقع الإنترنت، وإطلاعه عليها ليعرف أن الهزائم لن تطول، وأن المنتخب سيعود لسابق مجده بعون الله".
ويضيف "بكى ابني كثيراً، وردد كثيراً ـ منتخب فاشل وما يعرف يفوز".
وذهب المطيري إلى أنه لم يجد بداً من الحصول على أشرطة قديمة للمنتخب فاز فيها في مباريات قديمة ليعيد بثها خصوصاً لجيل ماجد عبدالله وغيره من اللاعبين المميزين، اللذين تمكنوا من الفوز ببطولات آسيا 1984 و1988 و1996، لافتاً إلى أن تلك التسجيلات ساهمت قليلاً في تخفيف حالة الحزن التي أصابت ابنه جراء هزائم المنتخب المتتالية، والغريب أن ابنه أصبح يطالب بعودة ماجد وصالح والنعيمة ومحيسن الجمعان لتمثيل المنتخب".
وقالت أم عمر إن ابنتها الصغيرة تحملت الهزيمة الأولى والثانية للمنتخب، إلا أنها انفجرت باكية بعد أن شاهدت الأهداف تدخل مرمى المنتخب بكثرة في مباراته ضد اليابان، وتضيف "تدرس ابنتي في الصف الثالث الابتدائي واشترى لها والدها شعار المنتخب مع أخيها الأكبر غير أن النتائج لم تكن في صالحها في النهاية، حيث رفضت تناول العشاء وحتى الذهاب إلى المدرسة بعد هزيمة المنتخب أمام اليابان خوفاً من نقد صديقاتها اللواتي دائماً ما قلن لها (أنتي مهزومة دائماً)".
وأشارت أم عمر إلى أن زوجها نجح في إخراج ابنته من حالة الحزن عبر شراء بعض الهدايا لها، وأنها نسقت مع معلمتها في المدرسة، وقالت "نجحنا في إخراجها من حالة الحزن مع التنسيق مع معلمتها بالمدرسة ووالدة صديقتها".
واكتفى عبدالعزيز بخاري بالقول "نزع ابني كل صور لاعبي المنتخب المعلقة في غرفته، وألقاها في سلة المهملات وهو في حالة غضب عارمة".
إلى ذلك، قالت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية بالصحة النفسية الدكتورة أمل كفرواي إن دور الأسرة مهم جداً في متابعة الأبناء خاصة صغار السن، مشيرة "يجب أن نوضح لهم أن مزاولة الرياضة مكسب وخسارة، كما أنه يجب أن نتابعهم خلال فترة معينة، وأن نهتم مثلاً لحالة البكاء التى تعتري الطفل والتي تتحول إلى مرض ممكن في المستقبل يؤثر على شخصيته".
وأيدت كفرواى طريق الأب الذي أحضر مباريات للمنتخب والتي حقق بها فوزا ورفع بها الكؤوس ليوضح للطفل أن المنتخب قوي.
وبينت الكفراوى أن العرب بطبيعتهم عاطفيون وأن طلب الطفل تغيير جنسيته يعبر عن حالة الغضب التى وصل لها الطفل، ويجب على لاعبي المنتخب -كما ترى كفراوي- رد الخسائر في المستقبل القريب لكسب تعاطف هؤلاء الأطفال.