تواصلت احتفالات الجاليتين العراقية والإيرانية بتأهل منتخبيهما إلى الدور ربع النهائي، حتى مساء أول من أمس في بهو فندق الشيراتون مقر إقامة بعثتي المنتخبين في الدوحة، وظل أنصار المنتخب أمام الفندق حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، حيث تعاملت السلطات الأمنية القطرية بمثالية وعلى درجة كبيرة من الاحترافية مع تجمعهم واحتفالهم.

وكان أفراد الجالية العراقية الأكثر عدداً حيث سمحت لهم السلطات الأمنية القطرية بالهتاف لأبطال أسود الرافدين دون أي احتكاك أمني بالرغم من سماع أصوات قرع الطبول وإطلاق صافرات المزامير, وجاءت الاحتفالية العراقية التي شاركت فيها أيضا الجالية الإيرانية بعد أن تعانق علم العراق وإيران, بحضور ضباط من قبل الأمن الداخلي لقطر وهو المشهد الذي حدث لأول مرة في الدوحة منذ انطلاقة البطولة.

ونجح رجال الأمن في إبعاد الجماهير المنتشية وتوجيهها للاحتفال خارج الفندق من أجل راحة ساكنيه, وعلى الفور تمت تلبية طلب السلطات القطرية, واتجهت الجماهير لسوق واقف الذي لا يبعد عن فندق الشيراتون سوى مسافة قليلة، حيث واصل العراقيون احتفالاتهم بقيادة الفنان العراقي فؤاد عبدالواحد.

واللافت أن أسرا عراقية قدمت إلى الدوحة من دول شتى لمساندة منتخب بلادها, والتقت مع بعضها البعض في الدوحة.

ويقول لؤي عبدالسلام الذي قدم من ألمانيا عن طريق دبي "سأبقى في الدوحة في حال تأهل المنتخب العراقي إلى المباراة النهائية ولن أترك أسود الرافدين، وسأواصل تشجيعي للمنتخب الذي فارقته منذ عام 1992".

وأضاف "قدمت زوجتي معي لمساندة العراق في البطولة بعد أن تركنا أبناءنا في ألمانيا بسبب الدراسة". وأبدى عبدالسلام إعجابه بالدوري السعودي، وأكد أنه يعرف كل نجوم الكرة السعودية، مشيراً إلى أن الاتحاد السعودي أخطأ في إقالة البرتغالي بيسيرو بعد أن بدأت البطولة. وتقول زوجته أم عمر "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها قطر، ولم تكن هذه الزيارة بالصدفة بل قمنا بترتيبها منذ وقت طويل وذلك من أجل مساندة العراق, ونحن نعيش في ألمانيا منذ 16 عاماً".

وأشادت أم عمر بلاعبي المنتخب العراقي، وقالت إنها حزنت كثيراً بعد الخسارة في المباراة الأولى أمام إيران لكن اللاعبين عوضوا بالتأهل إلى الدور ربع النهائي".

وبينما تواجدت الأسر العراقية في بهو فندق الشيراتون تحيي اللاعبين عند مصاعد الفندق، لفت شاب طويل القامة انتباه الحضور وهو يحمل معه كاميرا تصوير يقوم بالتقاط صور متعددة لنجوم العراق, فعرفنا باسمه ويدعى رائد عبدالكريم وقال إنه حضر من أستراليا لمساندة منتخب العراق, وأضاف "أنا رياضي من الدرجة الأولى، حيث أقوم بتدريب أحد فرق السلة الأسترالية, وسبق لي أن رافقت منتخب العراق للكرة الطائرة لذوي الاحتياجات الخاصة بالصين العام الماضي".

وفي الجهة المقابلة وقفت على ناصية الفندق بالقرب من المصاعد سيدة في العقد الخامس من عمرها تدعى أم ماهر وحظيت باهتمام العراقيين، وأكدت أنها تقيم في السويد وحضرت إلى قطر بعد غياب 10 سنوات عن البلاد العربية وقالت "جئت من أجل العراق الذي وحدته الرياضة بانتصاراته الكروية".

ويكشف ابنها ماهر عبده الكاظم أنها المرة الأولى التي يزور فيها قطر, مشيراً إلى أن البطولة جمعت أسرته على مائدة واحدة بعد غياب طويل إذ التقى ابن خالته محمد حسين بعد قدومه من النرويج، وأضاف "نلتقي في بعض الفترات مع عائلات عراقية في أوروبا إلا أن الاجتماع في بلد عربي ووسط الأفراح والانتصارات الكروية مختلف عما نكون عليه في أوروبا".