خسرت الطبيبة المعضولة قضيتها ضد والدها بعد مصادقة محكمة التمييز على الحكم الصادر من أحد قضاة المحكمة العامة بالمدينة المنورة القاضي بصرف النظر عن دعوى العضل التي رفعتها الطبيبة ضد والدها وطالبت فيها بنزع ولايته، بدعوى منعها من الزواج حتى تجاوزت 43 عاما.
وفي الوقت الذي تعيش فيه الطبيبة في إحدى دور الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات، نتيجة تعرضها لعنف أسري، صادقت المحكمة أيضا على حيثيات الحكم الأول لمحكمة المدينة بإلزام إعادة الطبيبة لوالدها، واعتبارها عاقة لوالدها لأنها رفعت ضده قضية عضل.
وأوضح محامي الطبيبة أحمد السديري لـ"الوطن" أن قرار الحكم أحدث جدلا بين قضاة الاستئناف، وأن المحكمة لم تقرر الحكم بالإجماع وإنما بالأغلبية.
خسرت الطبيبة المعضولة قضيتها ضد والدها بعد مصادقة محكمة التمييز الاثنين الماضي على الحكم الصادر من أحد قضاة المحكمة العامة بالمدينة المنورة والقاضي بصرف النظر عن دعوى العضل التي رفعتها الطبيبة ضد والدها وطالبت فيها بنزع ولايته، بدعوى منعها من الزواج حتى تجاوزت 43 عاما.
وفي الوقت الذي تعيش فيه الطبيبة في إحدى دور الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات، نتيجة تعرضها لعنف أسري، صادقت المحكمة أيضا على حيثيات الحكم الأول لمحكمة المدينة بإلزام إعادة الطبيبة لوالدها، واعتبارها عاقة لوالدها لأنها رفعت ضده قضية عضل.
وأوضح محامي الطبيبة أحمد السديري لـ"الوطن" أن قرار الحكم أحدث جدلا بين قضاة الاستئناف، وأن المحكمة لم تقرر الحكم بالإجماع وإنما بالأغلبية. وأضاف: "فيما وقع القاضيان سليمان المحمود والقاضي سالم العياد على تصديق الحكم، رفض القاضي الثالث في الدائرة الشيخ عبدالرحمن الحجيلان التوقيع على تصديق الحكم، وأصر على رأيه في رفض الحكم".
وقال "صعقت عندما علمت بأن الدائرة الأولى للأحوال الشخصية في محكمة الاستئناف قد صادقت على الحكم، فقد تبين أنها صادقت بالأغلبية وليس بالإجماع، فالقاضي الحجيلان وهو قاضي فقيه وعالم، التزم بالرأي الذي أخذ به من قبل، بينما القاضيان الآخران غيرا رأيهما، الذي أجمعوا عليه في البداية ووضعوا على الحكم ملاحظات قوية، حثوا فيها قاضي المدينة أن يصلح بين الأب وابنته فإن أصر على عضلها فالمصلحة تقتضي تزويجها لأن عدم تزويجها يترتب عليه مفاسد، فالقضاة رأوا في ملاحظاتهم الأولى، أن تزويج المدعية مقدم على صرف النظر واعتبارها عاقة، إلا أن قاضي المدينة أصر على رأيه، وفجأة غير القاضيان الآخران رأيهما، وصادقا على الحكم، دون قراءة لمذكرة الطعن، ولا قراءة لالتماس إعادة النظر، حيث أثبتنا في مذكرتنا أن الأب لم يعضل الطبيبة وحدها بل عضل أيضا بناته الثلاث الأخريات وقد تجاوزت أعمارهن الثلاثين رغم أن الذين تقدموا لهن من القبائل، حتى إن إحداهن تقدم لها خاطب من نفس القبيلة، إلا أنه اعترض عليه لأنه ليس من نفس الفخذ، فظلت بناته عازبات رغم تقدم العمر بهن حتى جاوزن الخامسة والثلاثين، وهذا لا يجوز شرعا".
وأضاف: قال الله تعالى: "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ", ليس هذا فحسب بل إن هيئة كبار العلماء أفتوا بأن دعوى الفساد على أنه عضلها لا يعد عقوقا، ومنهم الشيخ قيس آل مبارك والآخر الشيخ محمد بن عبدالله آل الشيخ.
من جانبها, كشفت الطبيبة لـ"الوطن" عن خوفها من العودة إلى منزل أسرتها، وقالت "خرجت من تحت الساطور فكيف أعود للموت والتعذيب مرة أخرى؟ كيف أعود للعذاب النفسي والجسدي؟ لن يتوقفوا عن ذلك مهما قدموا من تعهدات، خصوصا أنه في المرة الأولى لرفعي قضية العضل قبل 10 سنوات حلف والدي وإخوتي للقاضي بالقرآن بعدم التعرض لي، ورغم ذلك تعرضت للعنف الشديد والإهانة والتهديد بالقتل، ولولا الله ثم تدخل إمارة منطقة المدينة المنورة، لكنت في عداد الموتى، كما أنني لا أريد أن أواجه مصير أختي التي اختفت منذ ثمان سنوات، ولا أحد يعلم طريقها إلى الآن بعد عنف شديد تعرضت له من الأسرة".
وتابعت الطبيبة "خوفي الآن على أخواتي اللاتي يواجهن نفس مصيري وما زلن في بيت الأسرة، فإن لم ينصفهن الشرع فلمن يلجأن ولمن ألجأ أنا الآن. فوجئت بمصادقة التمييز للحكم، رغم أنني قدمت قرائن مثبتة بأن من تقدم لي ولأخواتي هم من الأكفاء، وبرغم أن لدي 3 أخوات يواجهن نفس مصيري، وما زال يتقدم لهن الخطاب الأكفاء ويقابلون بالرفض".
حيثيات قضية الطبيبة المعضولة
• أقامت الطبيبة دعوى العضل لمحكمة المدينة العامة مطلع العام الماضي.
• أصدرت المحكمة في يوليو الماضي حكما يقضي برفض دعوى الطبيبة واعتبارها عاقة.
• اعترض محامي الطبيبة على الحكم وتم رفعه للتمييز.
• استمرت الطبيبة تعيش في دار حماية منذ رفعها القضية.
• أعادت التمييز الحكم لقاضي محكمة المدينة لإعادة النظر فيه.
• أصر القاضي على حكمه وأعاده للمرة الثانية للتمييز.
• المصادقة على حكم قاضي محكمة المدينة برد دعوى الطبيبة.