"المصداقية الإخبارية، المهنية، مساحة التأثير في الرأي العام"، ثلاثة محاور رئيسية يمكن استخلاصها من الجدل الذي أشعله ولا يزال منتدى الجزيرة لصحافة الإنترنت وحرية الرأي العام بين زملاء مهنة المتاعب "الصحفيين" والمدونين العرب، ودخول فريق ثالث منحاز على خط الجدل، يمكن وصفه بأكاديميي الإعلام لحساب "الصحفيين"، على الرغم من انتهاء فعاليات المنتدى أول من أمس بالعاصمة القطرية الدوحة، إلا أن نهاية المنتدى، أفصحت عن جدل واسع بدأ للتو بين الفرقاء، فأصحاب المدونات المشاركين بالمنتدى لم "تهدأ" لوحة مفاتيح أجهزتهم الحاسوبية (الكيبورد)، عن اتهام الصحفيين بأنهم يتحدثون "بنبرة استعلائية تحمل الكبر والغطرسة"، فيما كتب أحد المشاركين في موقع "الجزيرة توك" وهو موقع تفاعلي يضم 300 مراسل عربي من المدونين بشكل خاص والشباب بشكل عام أنهم "أجبروا شبكة الجزيرة القطرية"، على الاعتراف بهم وبما يكتبونه في كافة أشكال وسائط الإعلام الجديد".

وأشار أحد المدونين، لبيان مساحة التأثير على الرأي العام العربي إلى أن "خبراً أو معلومة يكتبها المدون في صفحته ربما تصل نسبة قراءته إلى 40 ألفا، في حين خبر في صحيفة يكتبه صحفي يصل لثلاثة آلاف قارئ فقط".

فيما أشارت صحفية جزائرية تدعى عائشة بنو، أن المدونين "دخلاء على مهنة الصحافة، ولا يملكون أدنى أنواع الصياغة التحريرية الصحيحة، ويفتقرون للقواعد المهنية الملزمة"، لتفجر بعدها: "إن المدونين يعتقدون أنفسهم أنهم أصحاب تاريخ، وهذا غير صحيح، فالصحفيون هم العنصر التأثيري الواقعي في المجتمعات العربية"، وتضيف: "لا يمكن أن نطلق على وسائط الإعلام الجديد بما فيها المدونات، بأنها صحافة بديلة، فليبحثوا لهم عن مسمى آخر".

إلا أن المدون مروان المريسي مراسل الجزيرة توك في السعودية، حاول بشيء من "الدبلوماسية" التأكيد على أن المعيار بين الصحفيين والمدونيين، هو في "مصداقية ما نكتب ومساحة التأثير"، ومن جهته – كدعم لوجستي- يؤكد المدون وائل عتيلي – أشهر مدوني الأردن- أنه "لا يريد أن يطلق عليه أحد اسم صحفي إطلاقاً".

في حين انضم رئيس قنوات ياهو الشرق الأوسط إلى المدونين بالقول إنه "لا يوجد فاصل بين الإعلاميين التقليديين، وإعلاميي الوسائط الجديدة، سوى في أذهان الإعلاميين والصحفيين المحترفين".

وكرؤية مضادة للمدونين، تقول الأكاديمية الإعلامية بجامعة القاهرة الدكتورة عواطف عبدالرحمن أن "الغالبية العظمي من المدونين لا يمتلكون المهنية الإعلامية، وأنهم يواجهون إشكالية خاصة بهم أنهم يتوجهون لجمهور لا يعرفون خصائصه العامة من حيث السيكلوجية النفسية والثقافية والبيئية والاقتصادية، بخلاف الصحفيين العاملين في المؤسسات الصحفية التي تعتمد على سياسات تحريرية واضحة".