بعد أن انتشرت أخبار منذ فترة غير بعيدة عن شراء الرئيس الليبي الهارب معمر القذافي لقناة "الرأي" الخاصة التي يمتلكها العراقي الهارب من بلاده أيضا مشعان الجبوري بـ25 مليون دولار، تخصصت قناة "الرأي" بـ"رأي" القذافي ورسائله الصوتية، وتقمّص الجبوري شخصية الناطق الرسمي لـ"العقيد"، فتارة يصرح بأن القذافي ما زال في ليبيا، وتارة يقول إنه عندما يحتاج للتحدث مع القذافي يبعث له رسالة، أو يتصل العقيد به عندما يريد إيصال رسالة، وأخرى يؤكد أن "القائد القذافي يواجه مؤامرة كبرى، تسعى من ورائها قوى استعمارية أميركية وصهيونية ووكلاؤها في المنطقة العربية إلى تصفية حساباتها مع مواقف ثورة الفاتح العربية والإنسانية، ذات المواقف التحررية والمشاريع الثورية الكبرى".
في الرسالة التي بثتها "الرأي" الخميس الماضي اعترف القذافي ـ الذي يكابر على الحقيقة ـ بأنه لم يعد زعيما أو قائدا أو رئيسا، حين حذر قادة دول العالم النامي الذين اعترفوا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي من أنهم سيواجهون نفس المصير. ما يعني أنه يعرف حقيقة مصيره لكنه يصر على عدم الاعتراف.
التصاق رسائل "العقيد" الصوتية بقناة "الرأي" يدعم أخبار دخول أمواله إليها.. تلك الأموال التي هي بالأصل للشعب الليبي، ويفترض بالأخلاق أن تمنع أي شخص من قبول أموال منهوبة من شعب.
في الكلمات التي تبثها "الرأي" للقذافي غالبا ما يظهر الجبوري وهو يهز رأسه مع مفردات "العقيد"، فهل ذلك ليؤكد وقوفه إلى جانبه، أم حب للأضواء لأن كلمة كهذه يتابعها الكثير؟ وقد نرى بعض المواقف الطريفة كما في الكلمة التي بثتها الرأي يوم 8 سبتمبر 2011، وفي نهايتها ردد الجبوري آخر كلمات العقيد هاتفا وراءه "الله أكبر" وملوحا بقبضته دلالة تأييده له.
كثيرة هي التساؤلات، لماذا يفعل الجبوري ذلك؟ وما أسباب كونه صاحب القناة العربية الوحيدة التي تدعم القذافي؟ وكم قبض في الواقع ليقوم بهذه المهمة، برغم تصريحه بأن ما أخذه لا يكاد يذكر؟ وهل المال يبرر هذه التبعية العمياء لدكتاتور انتهى عمليا؟