أهم عامل نفسي تجب مراعاته عند الإنسان هو الطموح.. حينما ينعدم الطموح لدى العامل، أوالموظف يتسلل الإحباط إلى نفسه. يتحول مع الزمن إلى طائر مقصوص الجناح. اليوم الجندي يعمل ولديه طموح وظيفي أن تتم ترقيته إلى جندي أول.. الترقية ستنعكس عليه معنويا وماديا واجتماعيا. مساعد "الكابتن" يطمح أن يكون "كابتن".. الطبيب العام يطمح أن يكون اختصاصيا.. أن يكون استشاريا.. الطموح هو الوقود المهم لأي شخص عامل. كل إنسان يطمح لتحسين أوضاعه الوظيفية والمادية والاجتماعية. لا يمكن لأي عامل في الدنيا أن يبقى على وضعه طيلة العمر! وحده المعلم السعودي واقف على حاله وحالته منذ أول يوم مباشرة حتى آخر يوم قبل التقاعد.
40 سنة في نفس الوظيفة والمسمى وبذات الامتيازات! في غير دولة عالمية المعلمون لهم مراتب وترقيات خاصة بهم. هنا ليس ثمة طموح لدى المعلم.. تحول إلى آلة تكرر ذات العمل يوميا دون أي إبداع.. حركة روتينية مملة.. قضت وزارة التربية والتعليم على أي طموح للمعلم السعودي. أليس مؤلماً أن تساوي الوزارة بين معلم أمضى ثلاثين سنة بمعلم أمضى سنة واحدة فقط؟ وحدها الرواتب المجزية هي التي شكلت صمام أمان أمام تسرب المعلمين إلى قطاعات الحكومة الأخرى. حتى الوظائف الإدارية التي توجد في التعليم ابتداء من وكيل مدرسة ومدير مدرسة ومشرف تربوي ومدير تعليم.. كلها على ذات المستوى الوظيفي دون أية حوافز مالية. أعباء إضافية يومية متتالية دون أي حافز يذكر.. حتى مدير التعليم.. يعتبر واجهة تربوية واجتماعية في منطقته، ومع ذلك تجده يتقاضى نفس الراتب الذي يتقاضاه زميله المعلم!
أكثر ما يوجد لدى وزارة التربية والتعليم هي اللجان والاجتماعات.. هناك ألف لجنة، وألف خبير، وألف دراسة ووثيقة وتوصية.. كلها " كلام فاضٍ".
المشكلة واضحة والحلول أشد وضوحا.. لكن لا أحد يريد أن يفعل شيئا! المعلم عديم الطموح سينتج لنا جيلا عديم الطموح.