قلت قديماً: لا أدري هل ما يُكتب من عناوين للمقالات الصحفية في الأعمدة الأسبوعية واليومية يوافق دائماً المحتوى أم لا؟ واليوم أقول: هل ما يُطرح من عناوين للبرامج الفضائية يكون موافقا للمحتوى أم لا؟ لنضرب لذلك مثلاً، وليكن برنامج "واجه الصحافة" لنسأل: هل ما يدورفيه من حوار، يوافق اسم العنوان: "واجه الصحافة" أم لا؟ أظن من خلال متابعتي لهذا البرنامج أن لا علاقة لعنوانه بما يدور في معظمه من مواجهات، حتى لو دُلِقت المحبرة على الطاولة، ورُمِيت الورقة مشتعلة ناراً، ونُزع برقع الصقر ليطير صياداً ماهراً.

في إحدى حلقات برنامج واجه الصحافة، علمت من الإعلان عنها أن الحديث سيدور حول "صورة الملك عبدالعزيز في المؤلفات العربية والأجنبية"، فقلت في نفسي: ترى ماهي المواجهة الصحفية التي سيواجهها الضيوف، أو ما علاقة الموضوع بمواجهة الصحافة أصلاً؟!

معذرة إن قلت: إنني أشعر في بعض الحلقات أن مقدم البرنامج الأستاذ الفاضل داوود الشريان يكون هو في مواجهة صحافة الضيف، لا أن يواجه الضيفُ الصحافة، خاصة حين يفتقد المعلومات اللازمة لإدارة الحوار بنفس قوة التسمية "واجه الصحافة" كما حدث في الحلقة ذاتها التي ناقشت صورة الملك عبدالعزيز في المؤلفات العربية والأجنبية.. وحتى مع اندلاق مداد الحلقة لم أكد أشتَمُّ رائحة الصحافة، وإن كنت اشتممت رائحة الصقر.. ولذلك أتساءل: هل توضع العناوين لمجرد جاذبيتها، أم لموافقتها محتويات البرامج؟!

وبالمناسبة، عندما تعلن قناة ما عن استعدادها القريب لبث برنامج ما، فإنها تعلن عن موعد عرضه بعبارة (قريباً) ولا أدري هل قريباً هذه تخضع لوقت محدد، أم أنها تترك البابَ مفتوحاً على مصراعيه فيتسمر الإعلان أسبوعاً، وربما شهراً، وقد يستمر سنة ضوئية، وقد لا يأتي أبداً.. أليس لهذا نقطة نظام تحدده حتى لو كان اسم البرنامج "نقطة نظام" أم أن هذه النشرة جاءت بنكهة الدجاج لا بنكهة الصقر.

قلتُ:

إنْ لم تحقق تجربتك النجاح، فأنت لم تخسر بقدر ما تكسب معرفة مواضع الإخفاق.