أعرب مسؤولو وأهالي محافظة الداير التابعة لمنطقة جازان عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موافقته لإحداث كلية للعلوم والآداب تتبع لجامعة جازان في المحافظة، وبينوا أن الكلية ستكون معلما من معالم المحافظة، وشاهدا على تحقيق التنمية للمحافظات.
وقال محافظ الداير سلطان بن جعفر بن عبود في تصريح صحفي، إن اتساع رقعة المحافظة الجغرافية ونموها السكاني وموقعها الاستراتيجي تؤهلها بكل استحقاق للمكرمة الملكية التي أمر بها خادم الحرمين بإنشاء كلية العلوم والآداب التي ستكون لبنة للنماء الفكري ومحضنا للتربية ومنهلاً للعلم بما ستحدثه من نقلة تنموية تهدف لبناء الإنسان وتنمية المكان، إضافة إلى أنها ستفتح مجالات للتنافس في البحث العلمي، خاصة أنها ستكون من المشروعات العملاقة في القطاع الجبلي التابع لمنطقة جازان، خاصة أن المحافظة تشتهر بأعلى قمة جبلية ويدعى " جبل طلان ".
وأشار ابن عبود أن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بذل جهودا كبيرة فيما تشهده المنطقة من تنمية شاملة، وراعى فيها الاهتمام بالتوزيع الجغرافي لإيصال كافة الخدمات والمنشآت لتحقيق مبدأ التوازن بين المحافظات والمراكز بلا استثناء، مضيفا أن جامعة جازان ستجد في المناطق الجبلية مجالا خصبا لاكتشاف العديد من المواهب والقدرات من خلال اهتمامها وحرصها على تميز المخرجات.
ودعا ابن عبود مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن على آل هيازع إلى السعي في افتتاح مباني الكلية المؤقتة والتي تبرع بها الأهالي، حتى يتم الانتهاء من إنشاء المباني الحكومية المخصصة للكلية، إذ إن المحافظة تزخر بالعديد من الأماكن السياحية بقممها الجبلية وأوديتها الممتدة وتنوع غطائها النباتي وما تحويه من آثار تاريخية تمتاز بالقدم وذلك من خلال ما توثقه العديد من المصادر والكتب ووجود عدد من أسماء القبائل على النقوش الأثرية، لافتا إلى أن المحافظة بما تملكه من وسائل جذب سياحي بانتظار رجال الأعمال والمستثمرين لإقامة المشاريع الاستثمارية بعد أن أصبحت السياحة قطاعا إنتاجيا مهما، ورافدا من روافد الاقتصاد الوطني، وعاملا مساعدا في تنمية المحافظات والمراكز وذلك سعيا في زيادة الدخل وتنمية الموارد البشرية والإسهام في تنمية الفرد والمجتمع.
إلى ذلك, أوضح مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الداير مفرح بن سعود المالكي أن الكلية ليست مجرد مبنى ومرافق بل بناء للإنسان واحتضان للفكر, منوها أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين أتت من منطلق حكيم يرى الاستثمار في بناء العقل البشري الذي يعد مستقبل الوطن، وأساس انطلاقه للعالمية في ظل عصر المعرفة المتسارع وثورة المعلومات.
من جهته، أوضح حسن ناصر التليدي أن المحافظة تفتقر للمتنزهات والحدائق العامة وبحاجة لتوفير شبكة المياه وخصوصا بعد الموافقة على إنشاء الكلية التي ستجعل للمحافظة ثقلا آخر، ووجهـة يقصدها العديد من طلبـة العلـم.
وقال سعيـد بن يحيى العليلي أحد سكان المحافظة إن الكلية ستشكل دفعـة قوية في مواصلـة الطـلاب دراستهم الجامعية لتحقيق طموحاتهم وآمالهم واكتساب المعارف المفيدة والعلوم النافعة، مبينا أن بعـد المسافة وعدم توفر وسائل المواصلات كانا من أهم العوائـق الكبيرة التي تحد من انتقالهـم إلى المناطق الأخرى البعيدة لإكمال مشوارهم التعليمي.
وأشار يحيى مصلح الخالدي أن الامتداد الكبير الذي تشهده جامعة جازان بانتشار كلياتها، إنما هو سعي لتطوير التعليم ورفع الكفاءة والمهارة للشبـاب والشابات ليخوضوا غمار المنافسة في مجال الإبداع والابتكار بفكر متطور سليم، يجعل من مهامه الأساسية الحفاظ على دينه وقيمه ووطنيته.
وأضاف جابر ين يحيى السلمي أن للمحافظة موروثا هائلا من الأهازيج والفنون الشعبية التي حافظ عليها أبناؤها وهي بمثابة الكنز الثمين الذي ورثوه عن أجدادهم، ويعد رمزا لأصالة حاضرهم بالإضافة إلى اشتهارها بالعديد من القرى الأثرية كالحصون الحميرية ذات الأبراج العالية المربعة والمستديرة المبنية من الحجر بأشكال هندسية.
في المقابل، كشف شيخ شمل آل خالد يحيى بن حسين الكبيسي عن أن محافظة الداير تمتلك أعلى قمة في المنطقة وهي "جبل طلان"، بالإضافة إلى تنوع الحياة الفطرية من نباتية وحيوانية وهو ما يميزها عن غيرها من المحافظات، معتبرا إنشاء الكلية بالمكرمة التي تهدف لإيصال العلوم ونشرها في كل مكان بدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة.