يحلم المنتخب القطري لكرة القدم بالتقدم خطوة جديدة ومواصلة مسيرة نجاحه في بطولة كأس آسيا 2011 عندما يلتقي نظيره الياباني اليوم في دور الثمانية للبطولة التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29 يناير الحالي.
وعلى مدار سبع مشاركات سابقة في بطولات كأس آسيا، لم ينجح المنتخب القطري في بلوغ المربع الذهبي للبطولة حتى عندما استضافت قطر البطولة في عام 1988.
وجاءت أفضل مشاركة للعنابي في البطولة القارية من خلال كأس آسيا التي استضافتها لبنان عام 2000 حيث بلغ دور الثمانية للمرة الوحيدة في تاريخه.
ونجح المنتخب القطري هذه المرة في معادلة هذا الإنجاز من خلال التأهل لدور الثمانية في البطولة الحالية التي تستضيفها بلاده، ولكن آمال العنابي تجاوزت هذا الإنجاز وأصبح حلم الفريق هو الاستفادة من المساندة الجماهيرية القوية التي يجدها وبلوغ المربع الذهبي في البطولة لأول مرة في تاريخ مشاركاته القارية.
ولكن طموحات العنابي ستصطدم اليوم بخبرة هائلة يتمتع بها المنتخب الياباني في البطولات الآسيوية حيث سبق لمحاربي الساموراي الفوز بلقب البطولة ثلاث مرات كان آخرها في عام 2004 عندما أقيمت البطولة في الصين، ولم يكن العنابي يتمنى مثل هذه المواجهة الصعبة في دور الثمانية خاصة أن المنتخب الياباني يتمتع إلى جانب الخبرة بإمكانيات عالية من الناحيتين الفنية والبدنية بالإضافة لتفوقه الخططي تحت قيادة المدير الفني الإيطالي ألبرتو زاكيروني.
ولكن الهزيمة التي مني بها العنابي أمام منتخب أوزبكستان صفر / 2 في المباراة الافتتاحية للبطولة بددت آمال الفريق في اعتلاء قمة المجموعة.
واستعاد العنابي توازنه في المباراتين التاليتين وحقق انتصارين رائعين على الصين 2 / صفر والكويت 3 / صفر ليكتسب خبرة كبيرة ستكون سلاحا آخر له في مواجهة اليابان.
كما يستطيع العنابي الاستعانة بسلاح آخر في مباراة اليوم وهو المواجهات السابقة له مع المنتخب الياباني في بطولات كأس آسيا التي تشهد على تفوق قطر حيث التقى الفريقان في الدور الأول لبطولة 1988 بقطر وفاز العنابي 3 / صفر وخرج الفريقان معا من الدور الأول للبطولة.
والتقى المنتخبان مجددا في دور المجموعات أيضا في كل من بطولتي 2000 و2007 وكانت نتيجة المواجهة بينهما هي التعادل 1/1 في كل من المباراتين.
ولم تكن بداية المنتخب الياباني في البطولة الحالية أيضا على خير ما يرام حيث استهل مسيرته في البطولة بالتعادل 1/1 مع الأردن ثم حقق فوزا صعبا 2 / 1 على سورية قبل أن يكتسح نظيره السعودي بخمسة أهداف نظيفة ليضمن صدارة المجموعة الثانية بجدارة.
ولذلك يخوض المنتخبان القطري والياباني المباراة بمعنويات عالية وثقة كبيرة حيث أطاح المنتخب القطري في طريقه لدور الثمانية بالمنتخب الكويتي.
وفي نفس الوقت، ارتفعت معنويات المنتخب الياباني بشدة بعد الفوز الكبير على السعودية التي كانت ضمن المرشحين بقوة لإحراز اللقب.
كما أكدت المباراتان أمام كل من الكويت والسعودية على القدرات الهجومية العالية للعنابي ومحاربي الساموراي.
وكان تأهل المنتخب القطري لدور الثمانية بمثابة طوق النجاة للبطولة الحالية من خطر الفشل على المستوى الجماهيري.
وتشهد المباراة مواجهة صعبة ومثيرة بين مدربين يتمتعان بخبرة كبيرة وقدرات خططية عالية حيث سبق للمدير الفني للمنتخب القطري، الفرنسي برونو ميتسو تحقيق العديد من الإنجازات على مدار العقد الماضي وكان أبرزها التأهل مع المنتخب السنغالي لكأس العالم 2002 وبلوغ دور الثمانية في البطولة والفوز مع المنتخب الإماراتي بلقب كأس الخليج عام 2007 .
وتمثل البطولة الحالية الاختبار الأصعب والرهان الحقيقي له مع المنتخب القطري، ولم يعد أمامه سوى تحقيق بعض طموحات جماهير العنابي أو الرحيل وترك الفرصة لمدرب جديد.
وفي المقابل، تمثل البطولة الحالية اختبارا صعبا ومثيرا لزاكيروني الذي تولى مسؤولية تدريب المنتخب الياباني قبل أشهر قليلة ولكنه أصبح مطالبا بإعادة اللقب الآسيوي لأحضان محاربي الساموراي.
ويفتقد ميتسو اليوم جهود لاعبه محمد كاسولا نجم الدفاع بسبب الإيقاف لحصوله على إنذارين في الدور الأول. كما يغيب عن صفوف الفريق اللاعب حسين ياسر المحمدي الذي استبعده ميتسو من معسكر الفريق أول من أمس بسبب خلاف بينهما.
ورغم ذلك، تبدو صفوف الفريق شبه مكتملة وتضم معظم عناصر قوته الضاربة بقيادة المهاجمين سيباستيان سورية والشاب يوسف أحمد ومعهما باقي نجوم العنابي مثل فابيو سيزار وكوايي وخلفان إبراهيم خلفان وغيرهم.
وفي المقابل، تبدو صفوف اليابان شبه مكتملة أيضا رغم غياب اللاعب أتسوتو يوشيدا للإيقاف بسبب حصوله على إنذارين في الشوط الأول، ورغم ذلك تضم صفوف الساموراي العديد من اللاعبين المتميزين مثل ماكوتو هاسيبي وكيسوكي هوندا وشنجي أوكازاكي وريوشي ماييدا.
وحرص ميتسو أيضا على تدريب لاعبيه على تسديد ضربات الترجيح تحسبا لانتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل واحتكام الفريقين لضربات الترجيح.