رأى شارون في المنام ذات يوم أنه يقود سيارة فاخرة، وخلفه مجموعة كبيرة من الحمير، بينما رجل يستوقفه ويسلمه رسالة. على الفور استدعى شارون عدداً من مفسري الأحلام التي تحولت إلى كوابيس بسبب الانتفاضة الفلسطينية، ليفسروا له ما رأى فقالوا: أما السيارة الفاخرة فهي رئاسة الوزراء التي تتربع على عرشها، وأما الرسالة فهي التأييد المطلق من أميركا لسياساتك، ففرح شارون كثيراً وسأل بشغف: وماذا عن الحمير؟ فقالوا: هؤلاء من انتخبوك!.
هذه كانت النكتة الأكثر رواجاً في ذلك الوقت، ولكن، للأسف الشديد، ماتت انتفاضة الفلسطينيين الثانية التي اندلعت إثر انتهاك شارون للمسجد الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، ونجا شارون من الكوابيس الكلامية ومازال حتى يومنا هذا ينبض وإن كان ميتاً!.
أما النكتة الأخرى فتقول: مرةً صعد نتنياهو إلى أسطح المستوطنات ليستكشف بنفسه الأوضاع الفلسطينية، وبينما يتمشى تعثرت قدمه وأوشك على السقوط فنادى من أعلى: أغيثوني أغيثوني.. أنزلوني إلى الأرض، فرد عليه الفلسطينيون من أسفل: الأرض مقابل السلام!. وإلى يومنا هذا ونتنياهو يبني المزيد من المستوطنات، بينما السلام يدفن تحتها في سابع أرض!.
اليوم لا يختلف كثيراً عن الأمس، وتبقى النكتة لدى المصريين هي الفن الشعبي الأكثر رواجاً حتى في أحلك الظروف، حتى إن الكتاب الذي احتل قائمة الأكثر مبيعاً في مكتبة "ديوان" - على سبيل المثال - كان "الشعب يريد" لمؤلفه شريف بكر، فإذا علمنا أن هذا الكتاب لا يضم بين دفتيه سوى شعارات ونكات الثورة، أدركنا لماذا سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على نقابة المهن التعليمية وفازت بأكثر من 80% من مقاعدها في الانتخابات التي أجريت بعد مرور تسعة أشهر على الثورة وتحديداً في 15/ 9/ 2011 ؛ على الرغم من أنها لم تكن صاحبة الثورة أو مشاركة في أيامها الأولى، وغداً ستسيطر أيضاً على بقية النقابات، ولا أدري ساعتها هل ستتحول هذه الهيئات من (نقابات) إلى (نكبات) أم ستبقى على حالها كما يقول المثل (الأعور أفضل من الأعمى)!.
الغريب أن كثيرين من الشباب المصري، في نفس يوم اكتساح الإخوان لهذه النقابة، كانوا عبر الفيس بوك وغيره من الوسائل الإعلامية يبحثون عما يسمى بـ(آخر نكتة)، وكأنهم أرادوا أن يضحكوا الآن كثيراً قبل أن يوجعهم البكاء على مصر أخيراً!.