"اللاعبون لم يكترثوا بالخروج المؤسف من نهائيات آسيا، ولم يعنهم أنهم صدموا جماهير الكرة السعودية طالما أنهم سيعودون مبكراً إلى أنديتهم حيث يتمتعون بعطاءات أعضاء الشرف والمال الذي أوصلهم حد الإشباع فلم يعد هاجس الاجتهاد مع المنتخب يعنيهم".. هذا باختصار ما أشار إليه متخصص نفسي وجد نفسه في أتون تحليل أداء المنتخب الخارج للتو من بطولة آسيا المقامة في الدوحة، بعدما لم يعد أمام الكرويين كثير مما يمكن قوله لتشخيص حال المنتخب الذي مني بثلاث هزائم، وخرج بأسوأ حصيلة له عبر تاريخ مشاركاته في البطولة القارية.
وطالب رئيس الخدمة النفسية، الأخصائي النفسي في مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة ناصر الذبياني بعقوبات على لاعبي المنتخب، لأنهم "صادروا فرحة السعوديين" مشيراً إلى ضرورة معاقبتهم وحرمانهم من المكافأة، لأنهم باتوا "شرهين لجمع المال أكثر من حصد النتائج". ولم يذهب شيخ المدربين السعوديين خليل الزياني بعيداً، حينما وصف اللاعبين السعوديين بـ"نجوم من ورق"، قائلاً "يعيش اللاعب السعودي مرحلة دلال بإغداق الأموال الطائلة عليه، بعد أن تسابق أعضاء الشرف ورؤساء الأندية في ذلك، وهو ما خلق سوقاً من المضاربين لتتحول الكرة السعودية إلى سوق بورصة خطير".
وبدا ما ذهب إليه الزياني قريباً من مقارنات نشرتها "الوطن" أمس بين القيم الحقيقية التي يجب أن يكون عليها اللاعبون السعوديون والأخرى التي يتم تداول خدماتهم فيها حالياً.
انتقلت عدوى المتابعة والتحليل وتقديم الآراء الفنية من المحللين الكرويين لتطرق أبواب المتخصصين في علم النفس الذين حملوا بشدة على لاعبي المنتخب وأكدوا أنهم صادروا فرح الجماهير، وعبثوا بآمالها وطموحاتها.
وطالب رئيس الخدمة النفسية، الأخصائي النفسي في مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة ناصر الذبياني بعقوبات على لاعبي المنتخب لأنهم "صادروا فرحة السعوديين"، مشيراً إلى ضرورة معاقبتهم وإيقافهم عن اللعب بأنديتهم لفترات مع حرمانهم من المكافأة، لأنهم باتوا "شرهين لجمع المال أكثر من حصد النتائج, وهو ما انعكس سلباً على نفسيات الجماهير التي منحتهم الثقة لتمثيل شعار الوطن".
وقال الذبياني "تابعت مع نخبة من المختصين النفسيين جميع مباريات المنتخب التي خسر فيها أكثر من مرة، وتابعنا تحركات اللاعبين ولم نشاهد أي لاعب سعودي يبحث عن الكرة لتخليصها من الخصم بقوة أو بإحساس بالمسؤولية يدفع لتعليق الثقة بهم من قبل الجماهير".
ورأى الذبياني أن "لاعبي المنتخب لو لعبوا مثل لاعبي منتخبي الأردن وسورية بحماسة كبيرة لحققوا الانتصار، حيث بدا وضعهم في المنتخب السعودي كمن يترقب انتهاء المهمة للعودة إلى اللعب مع أنديتهم وينتظر الهبات من أعضاء الشرف".
وبين الذبياني أن "اللاعب السعودي تشبع ماليا بفعل أعضاء الشرف الذين يغرقونه بالمال والهبات"، مستشهداً أن بعض اللاعبين ينتقل من منزل مستأجر إلى مسكن فاخر فجأة، ومن مركبة موديل قديم إلى آخر موديلات البورش والمرسيدس وغيرها، مضيفاَ "يجب أن تدرس رعاية الشباب إيقاف تلك الهبات من أعضاء الشرف للاعبين الذي أصبح ولاؤهم للنادي فقط كي لا تذهب المكافأة إلا لمن يستحقها".
وأشار الذبياني إلى أن "جميع المباريات التي خسرها المنتخب لم يسقط فيها لاعب سعودي ملتحماً مع الخصم لتخليص الكرة مثل لاعب منتخب الإمارات سبيت خاطر الذي خرج والدماء تنزف من رأسه من أجل وطنه في إحدى المباريات، وكلنا نتذكر اللاعب محمد عبدالجواد عندما دفعه حماسه لسحب لاعب من قدمه خارج الملعب لكسب الوقت، وكذلك لاعب منتخب سورية الاحتياطي الذي كان يبكي بشدة عندما احتسب ضربة جزاء لمنتخب بلاده ضد اليابان".
وأشار الأخصائي النفسي إلى أنه تابع المباريات مع زملاء بالعمل وسجلوا ملاحظاتهم على لاعبي المنتخب الذين افتقدوا تماماً للشعور بحجم الشعار الذي يمثلونه.
وأكد أنهم بسبب عدم تحملهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم سوف يعودون للملاعب مبكراً ويبدعون مع أنديتهم، وينطلقون فرحين لكسب ود الجماهير وكأنهم لم يسقطوا اسم المملكة كروياً، وسوف يطلب اللاعب مركبة جديدة عند تسجيل هدف بالفريق المنافس له، مطالباً بتوقيف جميع لاعبي المنتخب عن مشاركة أنديتهم بالدوري، وهذا أقل عقاب يوجهه لهم.
وحمل الذبياني مسؤولية الخسارة أمام اليابان لمدرب المنتخب ناصر الجوهر، وقال "عبث الجوهر باسم المنتخب، فالجميع يعرف أن الحارس وليد عبدالله تعرض لنوبة بكاء وتأنيب ضمير لتحمله مسؤولية خسارة المنتخب في مباراة الأردن".
مضيفاً "بدا وليد عبدالله منعزلاً عن بقية اللاعبين وخرج كذلك من جو البطولة مرتين بخروج المنتخب في الأساس، ثم باللعب أساسياً في مباراة اليابان فاستقبل خمسة أهداف كانت قابلة للزيادة، وكان خائفا جداً من الخروج من المرمى، وكان الأجدى بالجوهر أن يلعب بحارس آخر".
وحمل الأخصائي النفسي ناصر الذبياني لاعبي المنتخب كذلك مسؤولية الانشغال بالمال وحده وبالحرص على عقودهم التي غالبا ما تكون جاهزة حتى لو انخفض مستوى بعضهم مستشهدا بحالة قائد المنتخب ياسر القحطاني، كما رأى أن المهاجم ناصر الشمراني لاعب يسجل بالنادي فقط لأنه نفسياً يرى أن النادي هو سبب من أسباب سعادته، وقال "أهدر الشمراني فرصة أمام منتخب الأردن لأنه كان يفكر كيف يعبر عن فرحته بالهدف بطريقة "الجوال" قبل أن يركل الكرة، كما كان غياب دور القائد الحقيقي للمنتخب سببا من أسباب سقوط المنتخب، فلم نشاهد اللاعب ياسر القحطاني يحث اللاعبين أو يحفزهم لمزيد من العطاء من أجل إسعاد الجماهير، ولم نشاهده يتحدث مع المدرب لمناقشة وقف خسارة المنتخب من اليابان حفاظا على سمعة المنتخب دولياً".