لا يخفى على أحد أهمية الإعلام الرياضي في تطوير الرياضة، وتسليط الضوء على القضايا الرياضية الكثيرة، ومحاولة كشف مكامن الخلل والبحث عن الحقيقة، ومن ثم طرح الحلول العقلانية وإثراء الساحة الرياضية بالأفكار التي تساهم في تحقيق الهدف المنشود وهو رفعة الرياضة وتقدمها.

ما تقدم نفتقده كثيراً حالياً ونعيش حالة من الفوضى الإعلامية العارمة، وأصبحت الساحة مليئة بما هب ودب من الأخبار غير الحقيقية، وناشريها والباحثين عن الإثارة المفتعلة والافتراء على الآخرين، واختلاق الإشاعات والتشويش على الأندية، وتأليب الجماهير، بل إن البعض تجاوز ذلك بالتطاول على المسؤولين بشكل تجاوز كل حدود اللباقة والأدب.

اختلط الحابل بالنابل على صفحات الصحف المطبوعة والصحف الإلكترونية التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم، وتسابقت الفضائيات في تقديم البرامج الرياضية، وتبعتها إذاعات أل أف أم المنتشرة أخيراً بتقديمها لبرامج رياضية هي الأخرى؛ لتساهم أغلبها في نشر الفوضى وتشويه صورة الرياضة.

جل ما يكتب ويذكر من تلك الأخبار يعزونه للمصادر الخاصة والموثوقة، التي هي في الواقع مجرد استنتاجات خاصة بناشرها.

كل ذلك يتم في استغلال مقيت لمساحة الحرية الممنوحة لهم ... وأصبح من يبحث عن خبر صادق أو مقال ثري كمن يبحث عن إبرة في كوم من القش.

هل يوجد لدينا خبراء محايدون أو إعلام محايد؟ فالغالبية منحازة لفريق أو آخر وينظر للرياضة من زاوية واحدة، وبلون واحد، ويلبس نظارات ملونة بلون فريقه، ولا يرى غير فريقه.. ويتبجح بقوله إن لا ميول له أو إنه ينتهج الحيادية فيما يطرحه، فتجده يغض النظر عما يحدث داخل فريقه من إشكالات، وفي لاعبيه من تجاوزات، ويركز على الفرق الأخرى التي تخالفه الميول ويضخم الأمور ويحاول أن يدس السم في العسل.

وما نشاهده من نقاشات عبر البرامج الرياضية هو انعكاس لما يحدث في استراحاتنا ومجالسنا ومجالس ومنتديات جماهير الأندية، .... أي خبراء نتحدث عنهم، وأي إعلام محايد نتحدث عنه.

ولم يقتصر الأمر على الإعلام وحده ولكن ابتلينا بعدد ممن يسمونهم خبراء التحليل الرياضي الذين يتحفون اَذان مشاهدي المباريات قبلها وبعدها بالكلام البعيد كل البعد عن الحقيقة، ونظرياتهم الجديدة في التحليل الرياضي التي أقرب ما تكون إلى الهراء، المليئة بالحشو اللغوي والكلمات المكررة، وأصبحت علاقات بعضهم الشخصية هي السبب الرئيس في كونهم محللين رياضيين، يجاملون فرقهم المفضلة عندما تلعب ويبررون خسارتهم وإخفاقاتهم، ويتجاهلون تماماً الفرق المقابلة لها ويجحفونها حقوقها وكأنها فرق زائرة من جزر الواق واق.

لا أنسى هنا بعض المعلقين على المباريات الذين يزعجون آذان المستمع بمعلومات تاريخية منقوصة ويطلقون الألقاب على فرقهم ولاعبيهم المفضلين ويتغنون بمهارات لاعبيهم وإنجازات فرقهم، وبتكرار مزعج ودون احترام لأذواق الجماهير ومشاعرهم ... لدرجة أن أغلب المشاهدين يخفضون صوت التلفزيون تجنباً لسماع صوت المعلق النشاز.

أمنية

يخوض منتخبنا الوطني الأسبوع المقبل مباراة مفصلية أمام منتخب تايلاند سوف تساهم إن تجاوزها بإذن الله في زيادة فرص تأهله للمرحلة المقبلة في تصفيات كأس العالم 2014.. أتمنى من كل قلبي وقوف الجميع خلف المنتخب وشحذ همم لاعبيه والترفع عن إشغال الرأي العام بقضايا جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع.