"بحيرات ومستنقعات وربكة مرورية" ثلاثة مشاهد عادت إلى العاصمة جراء الأمطار التي هطلت أمس، وتراوحت ما بين الغزيرة إلى المتوسطة، وتركزت في الرياض ومحافظة الخرج ومراكزها الدلم والصحنة والهياثم. وتسببت الأمطار فى تكوين بحيرات ومستنقعات في العديد من الطرقات والشوارع والميادين في ظل تأكيدات أمانة منطقة الرياض بأن فرقها مستعدة لشفط أي كمية مياه متجمعة، كما تسببت الأمطار في عطل عدد من الإشارات الضوئية مما أفرز ربكة مرورية وازدحاما كبيرا في بعض الشوارع العامة، وحوّلت عدد من الأحياء ومنها "النظيم" إلى برك، في الوقت الذي هرع فيه رجال المرور لتنظيم حركة السير وسحب السيارات المتعطّلة.
وبدأ هطول الأمطار في ساعات متأخرة من مساء أول من أمس على شكل زخّات متواصلة، وازدادت كميتها ابتداء من التاسعة صباح أمس ووصلت غزارتها بعد الظهر قبل أن تنحسر تدريجيا بعد العصر، وسط انخفاض في درجات الحرارة اإلى ما دون 10 درجات مئوية.
وخلال جولة على أحياء العاصمة رصدت "الوطن" تحوّل كل من امتداد مخرج 9 شرقا، وأجزاء من طريق الملك عبدالله، وطريق الحسن بن علي، إلى برك مياه تعطّلت فيها الإشارات الضوئية وأفرزت ازدحاما كبيرا ساهم رجال المرور في معالجته حين يقفون وسط جريان المياه وتحت زخات المطر منظّمين لحركة السير، وتعرضت العديد من المركبات إلى حوادث مرورية في مواقع متفرّقة لم تنتج عنها أية إصابات خطرة، كما لوحظت أعطال بعض السيارات وسط الشوارع مما زاد من حجم الاختناقات المرورية. وأكد المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، أن الأمطار المتوقع هطولها على العاصمة تتراوح ما بين الخفيفة والمتوسطة، مؤكدا أن الرئاسة تعمل على تقرير عن المنسوب بعد توقف الهطول. وقال القحطاني إلى "الوطن" أمس، إن الرئاسة تعلن قبل هطول الأمطار بثلاثة أيام وتبلغ الجهات الحكومية المختصة ذات العلاقة المباشرة مع المواطنين لتحذيرهم قبل الهطول. وأوضح القحطاني أن المواطنين لا يهتمون بمعلومات الأرصاد ولا يحرصون على متابعتها، ثم ينتقدون الرئاسة على عدم تحذيرهم، في الوقت الذي حذرت فيه الرئاسة الجهات المختصة، فضلا عن بث نشرات جوية عبر التلفزيون السعودي بشكلٍ مستمر. من جهته، أكد مدير التشغيل والصيانة بأمانة منطقة الرياض المهندس علي العليان إلى "الوطن" أمس، أن فرق الطوارئ مستعدة لأي حدث يطرأ بسبب الأمطار.
وأوضح العليان، أن 13 نفقاً من أنفاق المدينة التابعة لأمانة الرياض بحالة جيدة وجميعها مغطاة بمضخات لشفط المياه، مؤكداً عدم وجود ملاحظات عليها، وأنه يوجد عند كل نفق فرقة لتفادي تجمعات المياه. ورغم عدم غزارة الأمطار في حي النظيم مقارنة بأحياء أخرى إلا أنه كالعادة تحوّل إلى برك من المياه التي تضرر منها السكان.
وقال عدد من المواطنين ومنهم بندر العنزي إنه في حال استمرار المطر لساعات إضافية فإن الحي سيغرق، فيما طالب المواطن فهد الدوسري القائمين على نظام "ساهر" المروري، بإلغاء كل المخالفات المرورية التي سجّلت على السائقين أمس بسبب الربكة المرورية وتعطّل الإشارات الضوئية بفعل الأمطار.
إلى ذلك، أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض اللواء عابد بن مطر الصخيري في بيان صحفي، أن فرق الدفاع المدني على أهبة الاستعداد على مدار الساعة للتدخل في حالات الطوارىء، ودعا إلى متابعة وسائل الإعلام للحصول على المعلومات الكافية عن الأحوال الجوية وعدم التردد في إبلاغ الدفاع المدني عن أي أمر طارئ للحصول على التحذيرات اللازمة.