في ظل عدم وجود حراثة تقوم بحراثة الأرض في جبل شدا الأسفل بالباحة، قامت مجموعة من الشباب بحرث مزارعهم بمحراث صناعي "مولف" ثبتوه في مؤخرة إحدى السيارات ذات الدفع الرباعي، وذلك للحاق بموسم زراعة الأرض بحبوب الحنطة قبل أن يذهب الموسم. يقول أحمد عبد العزيز الغامدي (أحد الشباب الذين قاموا بعملية الحرث بالسيارة) "فكرة تصميم محراث كالذي في الحراثات فكرة قديمة في جبل شدا، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 15 سنة تقريبا، وقد قام بتنفيذها الكثير من كبار السن في جبل شدا آنذاك، ونحن اليوم نعيد التاريخ، ونستخدم نفس المحراث "المولف" الذي قام بتوليفه أحد مزارعي شدا في ظل عدم وجود حراثات في الجبل في ذلك الوقت".

ويضيف الغامدي " تقع قريتنا في منطقة وعرة ونائية يعزف عنها الكثير من أصحاب الحراثات في جبل شدا، لذلك استعرنا المحراث الصناعي "المولف"، وثبتناه في مؤخرة سيارتنا ذات الدفع الرباعي، وقمنا بحرث الأرض وزراعتها قبل أن يفوت علينا موسم زراعة حبوب الحنطة هذا العام". ويقول عبدالعزيز الغامدي "كثيرا ما يعمد الشباب إلى ممارسة بعض الأفكار التي تتسم بالطابع الغريب والنادر، فعندما احتجنا إلى الزراعة، ولم نجد من يستجيب لنا من أصحاب الحراثات الذين يسكنون في القرى القريبة حولنا، لوعورة الطريق المؤدي إلينا، فكرنا بما فكر به آباؤنا، فقمنا بإحضار محراث قديم من إحدى القرى القريبة، مصنوع خصيصا ليجر بالسيارة ذات الدفع الرباعي، وتم تثبيته في مؤخرة السيارة، وفتحنا الأرض، وبذرناها، ونحن نشعر بسعادة كبيرة ونحن نمارس هذا العمل، لأن فيه متعة وترفيها".

ويضيف الغامدي "من خلال قيامنا بهذه التجربة في حراثة الأرض بالسيارة ظهرت لنا مشكلة تكمن في صعوبة التدوير والانعطاف للفة الثانية، لاسيما في المزارع أو المدرجات الضيقة، حيث يتوجب علينا إنزال الثقالات وهي أكياس معبأة بالتراب وضعت فوق المحراث، ليتسنى لنا رفع المحراث، حتى يتم للسيارة الدوران، والعودة في نفس الاتجاه، لذا فكرنا في تطوير المحراث، وذلك بتركيب "ونش" السطحات التي تسحب السيارات التالفة، وتثبيته في مؤخرة السيارة، وربط المحراث به، ليتسنى لنا رفع المحراث وإنزاله بواسطة ريموت كنترول جهاز السحب، وبذلك نستطيع رفع المحراث، حتى يتسنى للسيارة الدوران والرجوع إلى الخلف بكل يسر وسهولة" .