غالبية فرق دوري المحترفين، قدمت نفسها بطرق جديدة ومختلفة بما فيها الصاعدان هجر والأنصار، فيما بقي النصر الحالة الاستثنائية بعد مضي أربع جولات. فالنصر لم يظهر أيا من الصور التي يريد أن يصبح عليها حاله في الموسم، وفشل تماما في تقديم شخصية توحي بأن هناك جديدا ينتظر أنصاره على وجه الخصوص ومتابعي الدوري السعودي بصفة عامة. انتصر بالعافية على الرائد في الجولة الأولى في مباراة كان السيد فيها الخاسر، ورضي بالتعادل في الجولة
الثانية مع الفيصلي، ثم واصل في الانحدار بخسارتين متتاليتين أمام الأهلي والفتح، بدت الأولى مقبولة نوعا ما باعتبار
أنها استحقت صفة مباريات الوزن الثقيل، أما الخسارة أمام الفتح فلم تكن مقبولة بأي حال من الأحوال، ليس تقليلا من
شأن الفريق الحساوي الذي استحق الفوز يومها بعد أن قدم نفسه بقوة أجبر بها الجميع على احترامه، وإنما للطريقة الهشة والهزيلة التي كان عليها الفريق الأصفر بأجانبه وأسمائه المحلية الكبيرة وهو يجابه خصما ناقص العدد منذ وقت مبكر من المباراة. أربع جولات ولم ير متابع دوري المحترفين جديدا من النصر، ومقابل ذلك ازدادت الحسرات والآهات
وسط جماهيره التي كانت تمني النفس بموسم مختلف يشهد عودتها إلى التغني باللاعبين والانتشار في الشوارع احتفالا
بالانتصارات وحسم البطولات، بعد أن أجبرت طوال المواسم الماضية على ذرف الدموع والفرجة على المتوجين.
لا نريد فتح أبواب للاستنتاجات والتخمينات، إلا أن الظاهر يقول إن مجلس الإدارة لم يقصر ودعم حسب استطاعته
وأكثر. وما يقوله الظاهر أيضا، إن لاعبي النصر أدمنوا ديون الإدارة وفشلوا في تسديدها، ويقول أيضا إنهم لا يزال
ينقصهم الكثير حتى يعيدوا للفريق توهجه، فحماسهم وقتاليتهم تقل عاما عن آخر، رغم ارتفاع ذلك لدى قلة قليلة جدا وسطهم، في مقدمتهم المقاتل إبراهيم غالب. هناك لغز محير وسط الفريق البعيد عن اسمه، لن يحل إلا بالمواجهة الصريحة لمعرفة مكامن القصور، ومفتاح حله بيد اللاعبين المطالبين بإظهار شجاعتهم في الاعتراف بتحمل إخفاقات
المراحل السابقة مع التعهد بالتصحيح والنجاح في رفع أعينهم بوجوه جماهيرهم وارتداء ثوب الغيرة على الشعار، وإلا سيستمر الفريق في الأكل من سنام ما حققه رجاله السابقون من بطولات ويبقى نصرا بعيدا عن النصر، يزين المنافسة
بجماهيره فقط.